منوعات

الماراثون .. بقلم عبير مدين 

الماراثون.

بقلم عبير مدين 

كنا حتى عهد قريب ننتظر الصباح حتى نشتري الصحف لمعرفة آخر الأخبار، أما الاخبار العاجلة فكانت تأتي من خلال النشرات الإخبارية في الإذاعة والتلفزيون، ثم تطور الأمر لتظهر على شريط اخبار ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها وتنوعها أصبح الجديد يأتيك لحظة وقوعه لا ينتظر مونتاجا ولا رقابة؛ تزامن هذا مع قنابل احداث انفجرت في شتى أنحاء العالم وتولد أزمات و تصدر صراعات بكل انواعها المنصات الإعلامية!

الدول العظمى على هذا الكوكب دخلت مارثون للقضاء على الكوكب!

ترامب يطلب ثمن حماية الولايات المتحدة الأمريكية للحلفاء في النيتو من روسيا ويطلب الثمن من اوكرانيا لدعمها في الحرب ضد روسيا فهل يأتي الدور على إسرائيل ويطلب ثمن دعمها في الاعتداء على دول الجوار؟ ام سيكون للوبي الصهيوني في امريكا رأي آخر؟

لا شك أن ترامب يلعب بالنار سياسته الاقتصادية الأخيرة لم تحقق أرباحا إلا للشركات التي يملكها في العلن أو التي يشارك فيها في الخفاء فهو يدير الدولة بروح رجل الأعمال واضعا مصلحته الشخصية قبل مصلحة بلاده التي أصبحت تترنح اقتصاديا حتى حلفاءه في الداخل الأمريكي أصابهم ضرراً وصل لترليونات الدولارات خاصة وأن معظم واردات الولايات المتحدة الأمريكية والمستخدمة في التصنيع خاصه الشرائح الالكترونيه من دول شرق آسيا

ضرباته الاقتصادية أصابت السوق الاوربي في مقتل واوجعت التنين الصيني فما كان منه إلا الرد بالمثل وفي وسط هذه الضربات المتبادلة بين الشرق والغرب يجلس العجوز العربي متضررا لا يملك إلا عصا البترول يهش بها على غنمه في الوقت الذي أصبحت تتراجع أهمية هذه العصا!

تزامن مع هذه الأحداث ژيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمصر والتي تعد ثاني أكبر قوة فحلف النيتو وانتشار الصور والفيديوهات وهو يقضي أوقات سعيدة خارج بروتوكول الزيارة وكأنه يخرج لسانه لترامب بأن أوربا وخاصة فرنسا يمكنها أن تكسب من وراء خسائر الولايات المتحدة الأمريكية وتعوض خسائرها بعد طردها من دول وسط أفريقيا

الفترة المقبلة تدوم الكرة الأرضية على صفيح ساخن وسوف تشهد الكثير من المتغيرات علينا أن نستعد لها علينا أن نتحرر قليلا من قيود الديون حتى نصبح اخف حركة وأكثر تأثيرا وحتى تتمكن الدولة من التصدي لهجمات ارتفاع الأسعار العالمية المحتملة وحماية محدودي الدخل والفئات الأشد احتياجا كما يجب علينا حكومة وشعبا أن نفكر في خطط بديلة لكل صغيرة وكبيرة حتى نتمكن من مواجهة أي أزمات وتحديات في المستقبل.

الخلاصة:

إسرائيل في الوقت الذي تضغط فيه بشتى الطرق على الدول العربية لتركب قطار التطبيع تشعل فتيل قنابل لتفجير راكبيه واحتلال أراضيها قطعة قطعة!

أمريكا تلعب بالنار والصين تلعب بامريكا

أوكرانيا تستعد لرفع الراية البيضاء مالم يحالفها الحظ وتحدث معجزة

اليابان مازالت جراح هيروشيما و نجازاكي تؤلمها

إيران تتخلى عن اذنابها وتدعي البراءة وتتحسس أسلحتها النووية تحت الأرض وتتخوف أن تهدم المعبد على رأسها قبل أن يقع على رأس آخرين

الاتحاد الأوروبي يترنح ويبحث عن مخرج بعد إعلان الولايات المتحدة أنه يستغلها!

كوريا الشمالية تراقب الكوكب بالمنظار ويدها على زر التفجير

قيصر روسيا يستعد لعزف مقطوعة النصر

الدول العربية كرة في ملعب السياسة.

أما السلام فأصبح منطوي على نفسه يبكي حاله هو الآخر ينتظر معجزة ليقوم و يحلق في سماء هذا الكوكب المنكوب من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى