رمضان عرفة يكتب.. أشياء ستندم عليها فى حياتك
اسئلة كثيره تنتاب المرء كلما تقدم فى العمر، وأحس انه أضاع فى خضم ذلك لحظات واشياء ربما كانت غيرت مجرى حياته لو انه استثمرها، وهى اسئلة قد توصل المرء الى مرحلة فيها الكثير من الندم واليأس، والحسرة على الماضى، حيث تجاهل تفاصيل صغيرة جدا، كنا نعتقد حينها انها لاقيمة لها، لكننا صرنا نعرف الان متاخرا انها تعنى لنا الكثير، العمر الذى يمر سريعا كنا نعتقده دهرا وابدا، لنكتشف انه ليس كذلك، بعد ان مر بلمح البصر، لكننا اضعناه فى غمرة انشغالنا باشياء لم تضف لنا سوى مزيد من الضغط وذاكرة محملة بالتعب.
لا شيء أقسى على الإنسان من الندم . والعبارة الشهيرة التي نسمعها دائما “لو يرجع الزمن بي لكنت فعلت كذا” و لكن الزمن لن يعود و الحقيقة ان اغلب اخطاء الماضي سوف تؤثر عليك طوال حياتك ولهذا وضعنا لكم قائمة بأشياء يندم عليها اغلب الناس في وقت لاحق من حياتهم لعلك تتجنبها.
ممرضة استرالية تدعى بروني وير، كانت تعمل لسنوات عديدة في رعاية المرضى كبار السن الذين أوشكوا على مفارقة الحياة، ونالت بروني ثقة من ترعاهم نظرا لما تقوم به من مجهود كبير فى خدمتهم عن حب وتقدير ودعمهم نفسيا، وشجعها ذلك على انها قامت بشيء أخر بخلاف رعايتهم، فكانت تتحدث معهم لساعات طويلة، وتسألهم عن أكثر الأشياء التي كانوا يتمنون لو أنهم فعلوها في حياتهم، ربما لأنها كانت تعلم أن أكثر الكلمات حكمة وصدقًا لا تخرج إلا في مثل هذه الأوقات، ودونت ما ذكره المرضى فى كتاب تحت عنوان أكثر خمسة أشياء نندم عليها عندما نكبر.
وبعد ان تم سؤال العديد من كبار السن قبل وفاتهم عن أبرز الأشياء التي ندموا على فعلها (أو عدم فعلها) لو عادوا إلى سن الشباب. ولاحظت برونى وجود خمس رغبات اشترك في ذكرها معظم كبار السن وهي:
اولا: تمنوا ان يكون لديهم الشجاعة ليعيشوا لانفسهم ولا يعيشوا الحياة التي يتوقعها أو يريدها منهم الآخرون، فقد عبّر معظمهم عن ندمه على إرضاء الغير (كرؤسائهم في العمل) أو الظهور بمظهر يُرضي المجتمع أو من يعيشون حولهم.
ثانيا: كان من الافضل لو خصصوا وقتًا أطول لعائلاتهم وأصدقائهم بدلًا من إضاعة العمر كله في روتين العمل المجهد.
ثالثا: أن الكثير من البشر يكتمون مشاعرهم ظنًا منهم أن الكتمان هو ضمانهم لعدم التعرض للمشاكل والعيش حياة طبيعية، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى أن معظمهم يعيشوا حياة مليئة بالتعب والاجهاد النفسي، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن أحد أكبر العوامل المسببة للاكتئاب هو الكتمان .
رابعا: كانوا يتمنون لو ظلوا على اتصال مع أصدقائهم القدامى أو تجديد صداقتهم معهم، فالأصدقاء القدامى يختلفون عن بقية الأصدقاء كوننا نشعر معهم بالسعادة ونسترجع معهم ذكريات الطفولة الجميلة. ولكننا للأسف نبتعد عنهم في مرحلة العمل وبناء العائلة حتى نفقدهم نهائياً أو نسمع بوفاتهم فجأة.
واخيرا: الجميع منهم كان يتمنى ان يدركوا مبكراً المعنى الحقيقي للسعادة، فمعظمنا لا يدرك إلا متأخرًا أن السعادة كانت حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة، بل السعادة كانت اختيارًا يمكن نيله بجهد أقل وتكلفة أبسط، ولكننا بقينا متمسكين بالأفكار التقليدية حول تحقيقها.
ذكرت برونى وير في النهاية أنه حين تخشى من رأي الناس فيك وحين تخرج عن المألوف وحين تعيش وفق ما هو تقليدي ومكرر فأنت تحرم نفسك من السعادة الحقيقية، فالإنسان حين يرقد على فراش الموت، أخر شيء سيفكر فيه هو رأي الناس وظنهم فيه .
