ترامب بعد 100 يوم من ولايته الثانية: قرارات سريعة وتداعيات مثيرة للجدل
كتبت منى توفيق
بعد مرور مائة يوم على بداية ولايته الثانية، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إثارة الجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها، وسط انقسام داخلي حول سياساته المتسارعة وتوجهاته الحادة في مختلف الملفات.
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، أعاد ترامب رسم ملامح المشهد السياسي والإداري في البلاد. إجراءات واسعة تم اتخاذها في ملفات حساسة، شملت العلاقات الدولية، الهجرة، الاقتصاد، والمناخ، مما أثار موجة من التفاعل تتراوح بين التأييد المطلق والرفض الشديد.
سياسة خارجية بتوجهات جديدة
أحد أبرز الوعود التي أثار بها ترامب اهتمام ناخبيه كان إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية “خلال 24 ساعة” من فوزه، لكنه سرعان ما اصطدم بواقع ميداني معقد. وبعد سلسلة محادثات مع موسكو، بدت واشنطن وكأنها تبتعد عن مواقفها السابقة، ما أثار قلقاً لدى كييف وحلفائها. تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وتوجيه انتقادات حادة للرئيس زيلينسكي، كانت من بين المؤشرات التي عكست تحوّلاً كبيراً في الموقف الأمريكي.
الهجرة: تطبيق سريع لوعد قديم
في ملف الهجرة، لم يتأخر ترامب في تنفيذ وعده بترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين، حيث شهد الشهر الأول من ولايته ترحيل الآلاف. هذا التوجه ترافق مع انخفاض في أعداد العابرين للحدود الجنوبية، إلا أن الجدل ما زال قائماً حول مدى توافق هذه الإجراءات مع القيم الأمريكية، خصوصاً في ما يتعلق بحقوق الإنسان والفصل بين السلطات.
اقتصاد يلتقط أنفاسه
على الصعيد الاقتصادي، تظهر مؤشرات متباينة. بينما انخفضت أسعار بعض السلع مثل الوقود وتكاليف السفر، لا تزال أسعار الأغذية والاحتياجات اليومية تثقل كاهل الأسر الأمريكية. ويؤكد البيت الأبيض أن التضخم في تراجع، مستشهداً بأرقام توضح أدنى معدلات ارتفاع للأسعار الأساسية منذ أربع سنوات. مع ذلك، يشعر كثير من المواطنين أن التحسن لا ينعكس بشكل مباشر في حياتهم اليومية.
انقسام داخلي ومخاوف من المسار العام
إجراءات ترامب أثارت أيضاً مخاوف في أوساط المدافعين عن الحريات، بعد سلسلة قرارات تتعلق بالإعلام والبحث العلمي، واعتبرت محاولات لتقييد الأصوات المعارضة أو غير المرغوب بها. هذا بالإضافة إلى تجاهله لملف التغير المناخي، الذي أعاده إلى واجهة الانتقادات.
في الختام
رغم أن مائة يوم ليست كافية للحكم على نتائج السياسات الرئاسية، إلا أنها كانت كفيلة بتحديد معالم المرحلة المقبلة. ترامب عاد إلى الرئاسة بزخم كبير، وسرعة تنفيذ عالية، لكن بلاده تبدو اليوم أمام مرحلة أكثر انقساماً م
ن أي وقت مضى.