منوعات

تحمل المسؤولية في بناء الوطن 

تحمل المسؤولية في بناء الوطن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد إن حب الوطن من الإيمان فإتقوا الله وأحبوا وطنكم وساعدوا على تطوره علميا وماديا ومعنويا، وربوا أطفالكم على التربية الصالحة وعلى المساهمة في إزدهار المجتمع وتطوره، وعلموهم أن يحبوا وطنهم ويخلصوا له، ورسخوا فيهم تحمل المسؤولية في بناء وطنهم وحسن العطاء له، فأين هؤلاء الذين يدعون حب الوطن والوطنية ولا ترى في أعمالهم وسلوكياتهم وكلامهم غير الخيانة والعبث بمقدراته، والعمالة لأعدائه، وتأجيج الفتن والصراعات بين أبنائه، ونشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة.

فأين الوفاء للأرض التي عاشوا فيها وأكلوا من خيراتها، وترعرعوا في رباها، واستظلوا تحت سماها، وكانت أرض الإيمان والتوحيد والعقيدة الصافية، وإذا كان حب الوطن فطرة، فإن التعبير عنه اكتساب، وتعلم، ومهارة، فهل قدمنا لأطفالنا من المعارف ما ينمّي لديهم القدرة على الإفصاح عمليا عن حبهم لوطنهم؟ وهل علمناهم أن حب الوطن يقتضي ان يبادروا إلى تقديم مصلحته على مصالحهم الخاصة؟ فلا يترددوا في التبرع بشيء من مالهم من أجل مشروع يخدم مصلحته، أو أن يسهموا بشيء من وقتهم، او جهدهم، من أجل إنجاز مشروع ينتفع به، هل علمناهم أن حب الوطن يعني إجبار النفس على الالتزام بأنظمته، حتى وإن سنحت فرص للإفلات منها، والإلتزام بالمحافظة على بيئته ومنشآته العامة، حتى وإن رافق ذلك مشقة؟

وهل دربناهم على أن يكونوا دائما على وفاق فيما بينهم، حتى وإن لم يعجبهم ذلك، من أجل حماية الوطن من أن يصيبه أذى الشقاق والفرقة؟ إنها تساؤلات إجابتها الصادقة هي معيار أمين، وتجد بعضنا يجهر بحب بلده ثم يسرق مقدراته أو يفسد فيه يجب أن نعلم أبناءنا كل السلوكيات التي تنبثق عن حب الوطن وأنها ليست مسيرة أو شعار، بل فعل وممارسة وعندما قال القائل ارفع راسك فأنت مصري، يجب أن نترجمه الى عمل وفعل، فالطالب الذي يخرب في مدرسته فيتلف ممتلكاتها والعامل الذي يضرب عن عمله ويعطل إنتاجه، والمتنزه الذي يلقي نفاياته في طريق الناس، وأماكن جلوسهم راكب السيارة الذي يلقي علبة العصير من النافذة أو ربة البيت التي تلقي النفايات في الشارع، والموظف الذي لا يلتزم بوظيفته ولا يخدم الناس.

والمعلم الذي لا يخلص لوظيفته ولا يشعر بالمسؤولية عن طلابه، ورب الأسرة الذي لا يقوم بواجب أبنائه ورعايتهم وتأديبهم وتأمين عيشهم الكريم، والأستاذ الجامعي الذي لا يرتقي بطلاله ولا يحفز الإبداع والتفوق فهيم، والشيخ الذي لا يغرس القيم النبيلة بين الناس بفعله، ويقول أيها الأخوة أنظروا إلىالخليل إبراهيم عليه السلام وهو يقول” رب اجعل هذا بلدا آمنا وأرزق أهله من الثمرات” فكان هذا انتماء للوطن وحب للوطن ” وأن الانتماء العائلي ليس فقط أن أحمل لقب، ولكن هو على الأقل أن أكون على صلة بأفراد عائلتي، وأن اسأل عنهم أن احترمهم، فكم من بشر يتباهون إنهم من تلك العائلة وهم لا يعلمون حتى أشكال أفرادها، فهل هذا يعتبر انتماء، فإنه من أولى مبادئ الانتماء هو أن نعلم أولادنا معنى الأهل والأسرة والعائلة.

وأن يرى الأطفال أهلهم يسألون عن أقاربهم ويصلون أرحامهم، وأن يرى الأطفال أهله يحترمون أهلهم، فالانتماء هو أن نعلم أطفالنا معنى العائلة وإن نعرفهم من هي عائلتهم حتى وأن كانوا يعيشون في بلد أخر، أليس هذا هو الانتماء أم إن هناك مفهوم أخر، وهكذا يعلمنا الإسلام كيف الانتماء للأقارب وليس التعصب الأعمى فقال عنها الرسول صلي الله عليه وسلم ” إن الرحم شجنة آخذة بحجزة الرحمن يصل من وصلها ويقطع من قطعها ” ومعنى شجنة هى الشعبة من كل شيء ويعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق والحجزة وهو موضع شد الإزار من الوسط، ويقال أخذ بحجزته، أى التجأ إليه وإستعان به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى