مصر بين مؤشرات التحسن وضغط الشارع: قراءة واقعية في المشهد الوطني”
بقلم: [محمود سعيدبرغش]
اقتصاد يتحرك ولكن ببطء
أعلنت الحكومة المصرية عن ارتفاع حجم التبادل التجاري مع الكويت ليبلغ 1.2 مليار دولار خلال عام 2024، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وتتوزع النسبة إلى 273 مليون دولار صادرات مصرية، مقابل 947 مليون دولار واردات كويتية.
ورغم هذه المؤشرات، يبقى المواطن المصري في صراع مع موجة الغلاء المستمرة. التقارير الميدانية تؤكد أن أسعار السلع الأساسية ارتفعت بنسبة تجاوزت 30% مقارنة بالعام الماضي، بينما الزيادة المرتقبة في الأجور لم تُفعّل بعد على أرض الواقع، وتنتظر موافقة رسمية في موازنة 2025.
العدالة الاجتماعية: وعود تنتظر التنفيذ
شهد عيد الفطر حملة مكثفة من الجهات الرقابية لضبط اللحوم الفاسدة ومخالفات الأسواق، وكان أبرزها في محافظة كفر الشيخ بضبط 329 كجم لحوم غير صالحة للاستهلاك. ورغم الجهود، يؤكد مواطنون عبر منصات التواصل أن الأسواق ما تزال تعج بالغش التجاري، وسط نقص في الرقابة الفعلية، خاصة في القرى والأقاليم.
الملف السياسي: توازن مع الخارج… ارتباك في الداخل
تحركات مصر الخارجية بشأن الأوضاع في غزة والسودان تلقت إشادة دولية، خاصة في الملف الإنساني وفتح المعابر. لكن داخليًا، تزداد المطالب الشعبية بفتح المجال العام، وتمكين الإعلام من أداء دوره بحرية أكبر، بعد تراجع ترتيب مصر في مؤشرات حرية الصحافة.
البرلمان يناقش عدة تشريعات جديدة، أبرزها قانون “حماية بيانات المواطنين”، لكن هناك تحفظات على بعض البنود المتعلقة بخصوصية الأفراد وصلاحيات الجهات التنفيذية.
الرياضة: ما بعد الأهلي؟
استعدادات النادي الأهلي لمواجهة الهلال السوداني في دوري أبطال إفريقيا أعادت الروح للمشهد الرياضي، لكن الأسئلة لا تزال مطروحة حول مصير الرياضات الأخرى. الاتحادات تعاني من نقص التمويل، والمواهب في المحافظات بلا دعم، مما يجعل الإنجاز الرياضي حكرًا على العاصمة.
خاتمة: صوت الواقع
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن مصر تتغير، لكنها لم تواكب بعد سرعة أحلام شعبها. التقدم موجود، لكنه بطيء. الإنجاز ملموس، لكنه غير شامل. المواطن يريد أن يرى التحسن في معيشته اليومية، لا فقط على الورق أو في نشرات الأخبار.