منوعات

أفضل الركائز في التعامل الإجتماعي 

أفضل الركائز في التعامل الإجتماعي 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضل بحكمته وهدى، ومنع وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن إهتدى أما بعد في إطار الأخوة بين بنى الإسلام والمجتمع الإسلامي في المدينة المنورة الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا، كم كان بين الأوس والخزرج من الحروب الطاحنة، وكم كان بين المكيين وأهل يثرب من أحقاد دفينة أججها اليهود بين هاتين الطائفتين كلها تبخرت مع حلول آصرة الأخوة حتى أصبح الأنصاري أخا للمهاجري يهب له أفضل زوجاته ليختار منهن ما يريد، كما فعل ربيع الأنصاري لعبد الرحمن بن عوف المهاجري، فأين تجد هذه الصورة الرائعة من الأخوة، لن تجدها بالطبع إلا في ظل الإسلام.

الذي بنى المجتمع على قاعدة العقيدة وجعلها أفضل ركائز في التعامل الإجتماعي فقتل المسلم أخاه الكافر الذي أولدته أمه من أجل عقيدة الاسلام، وأمام هذه العقيدة تزول كل الحواجز والثغرات، وإن طاعة ولاة الأمر فيها طاعة لله سبحانه وتعالى، وأن بطاعتهم تنتظم حياة المجتمع، ويسلم من الآفات والإضطرابات، وإن من أسباب الأمن والإستقرار، هو طاعة ولاة الأمور، وخصوصا أن الإلتفاف حولهم من أسباب قوتهم وإجتماع الكلمة وعزها وإستقرارها وأمنها على الدماء والأموال والأعراض، وأن من السبل العظيمة لتحقيق الأمن هو تطبيق أحكام الشريعة على المجتمع أفرادا وجماعة بلا تفريق، لأن تطبيق حدود الله تعالي يردع المجرمين من فسادهم، وإن تحكيم كتاب الله عز وجل وتحكيم سنة رسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم.

من أقوى دعائم الأمن والإستقرار لأن نصوص الكتاب والسنة تؤمن المجتمع من الآفات وتأخذ على يد الظالمين والسفهاء وتردهم عن ظلمهم وطغيانهم، فثمرات تحكيم الشريعة الإسلامية التمسك بهذا الدين وإستقامتهم عليه، وإن في حدود الله تعالي رحمة للبشرية وعزتها، حيث يعيش الناس أمنا وإستقرارا، فإن فى تطبيق حدود الله عز وجل وأوامره ونواهيه فيه أمن المجتمع وسلامته، ولتكون الأمة بخير، وأن الشريعة الإسلامية جاءت بتشريعات وأحكام لسبب صلاح المجتمع وسلامته وأمنه وإستقراره وقطع كل شيء يمكن أن يؤدي إلى خلخلة الأمن والإستقرار، وأن الإسلام لوحده هو الكفيل بتحقيق هذه النعمة العظيمة وهي الأمن في الأوطان، وإن للإسلام وسائله الخاصة في توفير الأمن والإستقرار ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فالمجتمع الإسلامي، مجتمع يصلح نفسه بصورة ذاتيه من خلال منظومة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو مجتمع ديناميكي متغير ومؤشرات التغيير تشير دائما إلى الأفضل، فأي مظهر سلبي سيقابل بمواجهة شاملة من قبل أبناء المجتمع بأسره، فهناك دفع بإتجاهين إتجاه نحو إصلاح الخلل وهو النهي عن المنكر وإتجاه نحو إشاعة المعروف وهو الأمر بالمعروف وهذا يعني أن حركة المجتمع هي نحو الأمام أخذا بالمحاسن ونبذا للمساوئ، وآلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الوسائل التي تحصن المجتمع ضد الإنحراف والجريمة لأنها تخلق رأيا عاما، وهذا الرأي العام سينمي الأجواء الإيجابية في المجتمع، ويقلع الأجواء السلبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى