آفة الاختزال ومخطط نزع الثقة
بقلم عبير مدين
باختصار دول المؤسسات لا يجوز اختزالها في أفراد….
مصر لم تكن هي جمال عبد الناصر ولا أنور السادات ولا حسني مبارك وليست هي عبد الفتاح السيسي ولا تكون من سيأتي بعده يوما
المخابرات العامة المصرية لم تكن هي عمر سليمان لم تضع ملفاتها بموته ولن تضيع برحيل مديريها القادمون هكذا تكون دول المؤسسات لا دول الأفراد
لكننا ابتلينا بآفة الاختزال…. اختزال كل المؤسسات والنظم في شخص فرد أو كيان واحد؛ اختزال الدولة في شخص الرئيس، اختزال الرياضة في فرع واحد و اختزال الفرع الواحد في فريق واحد، اختزال الوزارة في شخص الوزير، كل شيء وأي شيء يتم اختزاله في عنصر واحد مجهود الملايين ينسب لشخص او كيان نبرزه في صورة أسطورية! ولا نتخيل حياتنا بدونه! عندما يرحل لسبب أو لآخر يصبح البعض الصغير الذي فقد أمه يبحث عن أي شيء من رائحتها حتى لو قاده إلى الجحيم!
هكذا تصنع الديكتاتوريات وهكذا يتم بمهارة تهميش الشعوب وكأن هذا مخطط لغرس عدم الثقة في هذه الشعوب فبرحيل فلان تأتي الفوضى وتفتح أبواب الضياع!
لست ادري كيف يتخيل هذا البعض أن يستوعب العقل البشري لشخص ما آلاف الملفات والموضوعات بكافة تفاصيلها؟! ويستمر أدائه بكفاءة؟! حتى لو كان الوحي يتنزل عليه من السماء! في الشرائع السماوية و الديانات الوضعية كان للرسل حواريين وصحابة يكتبون ما يملى عليهم أو ما يسمعون؛
الحياة تستمر بأشخاص ونظم وسياسات تلائم عصرها والمرحلة العجلة تدور ولابد أن نعي جميعا هذا: نعي أن مصر دولة مؤسسات…. مصر دولة مؤسسات…. مصر دولة مؤسسات.