منوعات

أن اشكر لي ولوالديك

أن اشكر لي ولوالديك 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد إن البر بالوالدين هو هدي نبينا وحبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كذلك هدي الأنبياء قبله قولا وفعلا، من فعله صلى الله عليه وسلم فإنه لما مر على قبر والدته آمنة بنت وهب بالأبواء حيث دفنت وهو مكان بين مكة والمدينة ومعه أصحابه وجيشه وعددهم ألف فارس، وذلك عام الحديبية، فتوقف وذهب يزور قبر أمه، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبكى من حوله وقال “استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ” رواه مسلم.

وقيل أراد كهمس العابد قتل عقرب فدخلت جحر فأدخل أصابعه خلفها فلدغته فقيل له بذلك قال خفت أن تخرج فتجيء إلى أمي تلدغها، وعن عبدالله بن عون أن أمه نادته فأجابها فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين، وقيل أن بندار جمع حديث البصرة ولم يرحل برا بأمه ثم رحل بعدها، وقيل أراد أحمد الأبار الرحلة إلى قتيبة فلم تأذن له أمه ثم ماتت فخرج فلما وصل إلى بلخ مات قتيبه فكانوا يعزونه على هذا فقال هذا ثمرة العلم إني أخترت رضى الوالده، وقال الفضيل بن عياض تمام المروءة من بر والديه ووصل رحمه وأكرم إخوانه، وقال علي رضي الله عنه بر الوالدين من كرم الطبائع، وقال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما كن مع الوالدين كالعبد المذنب الذليل للسيد الفظ الغليظ، وقال وهب بن منبه بلغنا أن الله تعالى قال لعُزير عليه السلام بر والديك.

فإن من بر والديه رضيت وإذا رضيت باركت وإذا باركت بلغت الرابع من النسل، وسئل الحسن عن الوالد والوالده فقال حق الوالد أعظم وبر الوالدة ألزم، وكان الربيع بن خثيم يميط الأذى عن الطريق ويقول هذا لأمي وهذا لأبي وكان علي بن الحسن لايأكل مع والديه فقيل له في ذلك فقال لأنه ربما يكون بين يدي لقمة أطيب مما يكون بين أيديهما وهما يتمنيان ذلك فإذا أكلت بخست بحقهما، وقال سفيان بن عيينه في قوله عزوجل ” أن اشكر لي ولوالديك ” من صلى الخمس فقد شكر الله ومن دعا لوالديه عقبهما فقد شكرهما، وعن أبي حازم أن أبا هريرة رضي الله عنه لم يحج حتى ماتت أمه، وسئل الحسن عن بر الوالدين؟ فقال أن تبذل لهما ماملكت وتطيعهما مالم تكن معصية، وسئل عطاء أن رجلا أقسمت عليه أمه أن لايصلي إلا الفريضة ولايصوم إلا شهر رمضان؟

قال يطيعها، وروي عن الحسن البصري أن رجلا قال له إني قد حججت وقد أذنت لي والدتي في الحج، فقال الحسن لقعدة تقعدها معها على مائدتها أحب إلي من حجك، وعن منصور بن المعتمر كان يقال للأم ثلاثة أرباع البر، وقال عروة بن الزبير مابر والديه من أحدّ النظر إليهما، وكان مورق العجلي يفلي رأس أمه، وكان كهمس يعمل في الجص كل يوم بدانقين فإذا أمسى أشترى به فاكهة فأتى بها إلى أمه، وقيل لعمر بن ذر لما مات ابنه كيف بره بك؟ قال ما ماشيته قط بالنهار إلا مشى خلفي ولا بالليل إلا مشى أمامي، ولا رقى سطحا أنا تحته، وقال بعض العلماء رب ابنا بعيد لايفقد خيره ورب ابنا قريب لايرجى خيره، وقال ابن عباس رضي الله عنهما إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله عزوجل من بر الوالدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى