التقبُّل.. جوهر العلاقات الحقيقية
بقلم/سماح سليمان الصباح
في رحلة الحياة نبحث دائمًا عن أشخاص يتوافقون معنا لكن الحقيقة التي يدركها كل من خاض تجارب إنسانية عميقة أن التوافق لا يعني التشابه بل يعني التقبُّل
ليس هناك شخص كامل ولا توجد علاقة خالية من التحديات كل منا يحمل عيوبه ونقاط ضعفه تمامًا كما يحمل مزاياه وصفاته الجميلة ومع ذلك نجد أننا قادرون على التعايش مع بعض الأشخاص رغم اختلافاتنا معهم ليس لأنهم بلا عيوب ولكن لأن المحبة الصادقة تجعلنا أكثر تسامحًا وقدرة على التغاضي والتكيف
التقبُّل لا يعني أن نغض الطرف عن الأمور التي تؤذينا ولا أن نتحمل ما لا يُحتمل لكنه يعني أن ندرك طبيعة البشر أن نفهم أن العيوب جزء من الكيان الإنساني وأن هناك أمورًا تستحق أن نتجاوزها لأن علاقتنا بالشخص المقابل أثمن من التركيز على النقص
العشرة ليست سهلة والاختلافات حتمية لكن حين تكون المحبة صادقة يصبح التفاهم أولوية والتسامح أسلوب حياة فالعلاقات التي تدوم ليست تلك التي تخلو من المشاكل بل تلك التي يمتلك أطرافها القدرة على الاحتواء والقدرة على أن يقول كل طرف للآخر أنت لست كاملًا ولا أنا لكنني اخترتك وسأتعامل معك بكل ما أنت عليه
في النهاية السعادة في العلاقات ليست في البحث عن شخص بلا عيوب بل في إيجاد من نكون مستعدين لأن نحبهم رغم العيوب