أخبار مصر

صوتك مش للبيع… اختار بعقلك “رسالة إلى كل ناخب مصري”

صوتك مش للبيع… اختار بعقلك

“رسالة إلى كل ناخب مصري”

 بقلم: د. كريم ابوعيش

في كل موسم انتخابي، ترتفع الأصوات، وتزدحم الشوارع بالشعارات والابتسامات والصور، وتتحول الوعود إلى عناوين براقة تملأ المشهد من كل اتجاه.

لكن وسط الزحام والضجيج، تبقى الحقيقة غائبة:

هل نختار بعقولنا… أم نبيع مستقبلنا بثمن اللحظة؟

في كل استحقاق انتخابي، تتكرر المشاهد نفسها: البعض يشارك عن قناعة، وآخرون يشاركون لمصلحة، وثالث يقف على الهامش مكتفيًا بالمشاهدة أو التذمّر.

لكن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن كل صوت يُهدر أو يُباع، يخصم من رصيد الوطن… لا من رصيد المرشحين.

التاريخ يقول إن الشعوب لا تُهزم حين تُحاصَر من الخارج، بل حين تستسلم من الداخل، حين تفرّط بإرادتها في حقها الأصيل في الاختيار.

ومن يبيع صوته اليوم، سيجد نفسه غدًا يشتري لقمة عيشه بأضعاف الثمن.

للأسف، ما زال هناك من يرى الانتخابات موسمًا للمجاملات أو بابًا للرزق السريع،

فينسى أن الصوت الذي يبيعه هو في الحقيقة صكّ تنازل عن مستقبله ومستقبل أولاده.

من يشتري طريقه إلى البرلمان بالمال، لن يكون همه خدمة الناس، بل استرداد ما دفعه مضاعفًا.

هؤلاء لا يدخلون البرلمان ليمثلوا الشعب… بل ليمثلوا عليه.

الاختيار ليس مجاملة ولا رد جميل، بل شهادة أمام الله والوطن والضمير.

صوتك ليس ورقة عادية، بل وعد قطعته لبلدك، ومسؤولية تُسأل عنها.

فكّر جيدًا قبل أن تضع ورقتك في الصندوق.

اختَر من يعمل بصمت لا من يتحدث كثيرًا، ومن يضع الناس أولًا لا مصلحته الخاصة، ومن يملك تاريخًا لا دعاية.

الانتخابات ليست زينة ديمقراطية، بل لحظة مصيرية تحدد اتجاه الدولة.

فإمّا أن نُحسن الاختيار فنتقدم، أو نُكرر أخطاءنا فنعود إلى الخلف.

الصوت الانتخابي مش رشوة ولا معروف… هو أمانة. وبيع الأمانة خيانة.

صوتك مش للبيع… ولا للمجاملة.

صوتك شهادة تُكتب باسمك، فاختر بعقلك لا بجيبك، وبضميرك لا بعاطفتك.

فالأوطان لا تُبنى بالشعارات،

بل تُبنى بالعقول الواعية… وبالناس اللي بتحب بلدها بجد

حديث_الثلاثاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى