أخبار مصر

معركة الوعي واستهداف مصر

معركة الوعي واستهداف مصر

بقلم : علي فتحي

في الوقت الذي يشهد فيه العالم تطورات سريعة تزداد معركة الوعي في منطقتنا العربية لتصبح أحد أعظم التحديات التي تواجه الشعوب والدول الحرب التي تُشن على العقول من خلال الأخبار والشائعات والتى تتخطى مفهوم الصراع الفكري إلى ساحة من الصراع الوجودي الذي يسعى لتقويض استقرار الدول وفي هذا السياق تُستهدف مصر بشكل خاص حيث تشهد هذه المعركة تحولات مستمرة في طابعها وأهدافها في ظل المخططات التي تسعى إلى زعزعة الأمن الداخلي وتشويه صورة مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش المصري فمنذ سنوات بدأ التحضير لهذه المعركة التي تطورت لتأخذ شكلًا منظمًا وممنهجًا البداية كانت بإثارة القلاقل داخل مصر حيث تم استغلال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية لبث مشاعر الإحباط في نفوس المواطنين وتزامن ذلك مع ترويج أخبار مجهولة المصدر سواء عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي بغرض خلق حالة من التوتر وعدم الثقة بين الشعب وقيادته لكن الهدف الأسمى من كل ذلك كان واضحًا استهداف الجيش المصري كمؤسسة الجيش المصري الذي يعتبر العمود الفقري لمصر وحاميا للاستقرار الوطني أصبح الهدف الرئيسي للمهاجمين .

ففي هذه الحرب عملوا على تصوير الجيش على أنه المسؤول عن معاناة الشعب وأنه السبب وراء الأزمات التي يعاني منها المواطنون ، كما تُوجه هذه الهجمات بشكل متعمد نحو ضرب الثقة بين الشعب والمؤسسة العسكرية وهي المؤسسة التي لطالما كانت حامية للوطن وضامنة لاستقلاله وفي الوقت ذاته تعمل آلة إعلامية ضخمة مدفوعة بالتمويل والتوجيهات الخارجية على نشر الأكاذيب وتحريف الحقائق هذه الحملة ليست عشوائية بل مدروسة تمامًا حيث يتم استهداف الشعب المصري بوسائل إعلامية تهدف إلى تصدير صورة مشوهة عن الواقع وتزداد حدة هذه الهجمات في اللحظات التي تشهد فيها مصر بعض التحديات أو الأزمات الداخلية وهو ما يساعد على توجيه اللوم إلى المؤسسات الوطنية بشكل عام والجيش بشكل خاص المخطط لا يتوقف هنا بل يعتمد أيضًا على إشاعة الفوضى الداخلية كأداة لتحقيق أهدافه فكلما ازداد الوضع في مصر تعقيدًا كانت الفرصة أكبر لتحريك الأحداث في صالح المتآمرين هؤلاء يعرفون جيدًا أن استقرار مصر لا يصب في مصلحتهم وأن المخطط لن يكتمل إلا إذا استطاعوا تحطيم الروح المعنوية للشعب وزعزعة الثقة في جيشه ولهذا نجدهم يركزون على نشر الإشاعات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه الرأي العام نحو الهجوم على مصر في محاولة لبث شعور عام من السخط وعدم الرضا لكن في مواجهة هذه الحملة المستمرة يظهر دور المصريين في التصدي لهذه المخططات فالحرب اليوم هي حرب جيل رابع وهي حرب تستهدف العقول أكثر من أي وقت مضى التصدي لها لا يتم عبر البندقية فقط بل عبر الوعي الجمعي والتثقيف الشعبي حول مخاطر الشائعات وأهمية التمسك بالحقائق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى