منوعات

والذين آمنوا أشد حبا لله

والذين آمنوا أشد حبا لله 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد إن هناك أنواع كثيرة من الحب قد ذكرها الله سبحانه وتعالي في كتابه منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم، ولو تدبرنا في كتاب الله تبارك وتعالي نجد الحب قد ذكر بأنواع كثيرة ففي سورة كلنا يحبها وكلنا معلق بهذه السورة، سورة صغار وكبار يعرفها وأنتشرت بين الشباب وهي سورة يوسف، فإن الله سبحانه وتعالي ذكر قصة حب في هذه السورة درات بين أمرأة وبين شاب في ريعان شبابه، حيث قال تعالي ” وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا ” فهذه صورة من صور الحب يا عفيفة، فأنتي كمسلمة تديني بدين الإسلام هل ترضي بهذه العلاقة المحرمة ؟ فكل الشباب يذكرون هذا المثال ليوسف عليه السلام بالعفة.

فسبحان الله يذكرون المثال ويقعون فيه كاصورة من صور الحب، ولو أنتقالنا إلي أيه أخري نجد أن الله سبحانه وتعالي ذكر قصه حب أخري، حيث قال تعالي وهو يوضح هذه العلاقة ” ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ” فهذه علاقة أيضا علاقه حب فهل يا تري نرضها أن نجعل لله ندا في محبته ؟ ثم وضح الله سبحانه وتعالي هذه العلاقة السامية التي تربط بين العبد وربه فقال سبحانه ” والذين آمنوا أشد حبا لله ” فإذا أردنا أن ننظر إلي العلاقة الحب التي نريد أن ننشرها بين الناس، وهي أن الله سبحانه وتعالي فطر العبد علي وجود العاطفة والمحبة، حيث فطر العبد علي وجود الغضب وفطر العبد علي وجود الشهوة، فيبنغي علي الإنسان أن يوظف التوظيف الأمثل، فإذا أراد أن يغضب أن يكون غضبه لله تعالي، فإذا أراد أن تكون هناك شهوة.

وهو مجبول عليها أن تكون فيما يحب الله عز وجل وهو مأجور عليها كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “وفي بضع أحدكم صدقة” وإذا أراد أن يوظف مسئله الحب فاليجعلها فيما يحب الله سبحانه وتعالي، وهذا الحب الذي نستطيع أن نقتسبه من أجمل بيت عرفته البشرية وهو بيت النبي صلي الله عليه وسلم الذي علم الدنيا كلها الحب، فكان النبي صلي الله عليه وسلم يعلن الحب من وقت لأخر، وكان صلي الله عليه وسلم يعلن حبه لزواجته علي رؤؤس الأشهاد، وفي الصحيح من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال أرسلني رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل فخرج رجل من الصف فيقول يا رسول الله من أحب الناس إليك فقال النبي صلي الله عليه وسلم عائشة” فالجيش خارج من المدينة والنبي صلي الله عليه وسلم يقف ليودع الجيش.

وخرج المسلمين ليودعهم ويخرج رجل من الصف أمام الجميع فيسئل النبي صلي الله عليه وسلم السؤال من أحب الناس إليك فيقول النبي صلي الله عليه وسلم في وسط الحاضرين عائشة” فقالها صلي الله عليه وسلم بصورة واضحة وبيّنة، فمن من الرجال يفعل ذلك في هذه الإيام ؟ ولدرجة أن أهل المدينة كانوا ينتظرون اليوم الذي يكون فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم عند السيدة عائشة رضي الله عنها ليتعاهدوا رسول الله صلي الله عليه وسلم بالهدايا لأنهم يعرفون منزله السيدة عائشة رضي الله عنها من قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا جميعا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى