هو ايه اللي جري

هو ايه اللي جري

كتب عصام عياد

هو ايه اللي جري ، ليه كل حاجة اتغيرت بشكل مخيف ، اتغيرت بشكل يحتاج الي دراسة ، يحتاج الي تفسير

ليه مبقاش في دكتور يولد واحدة ولادة طبيعية ، ليه بقت كل الولادادت قيصرية ، رغم إن قبل العلم والتخصصات والأجهزة الحديثة ، كانت الداية وستات البيوت اللي مش متعلمين ولا معاهم أجهزة ، كانوا بيقوموا بالدور ده علي أكمل وجه

ليه مبقاش في حد يحصل له كسر ، إلا ولازم يركب شرائح ومسامير ، ولازم عملية تتكلف الشيء الفلاني ، ليه مبقاش الجبس العادي ينفع ، رغم إن المجبراتي زمان ، اللي مش كان بيقرا ولا يكتب ، كان بيعالج الكسر بأبسط من كده

ليه مبقاش في طالب في مدرسة ولا جامعة حتي أغلب الأطفال في الحضانة ، إلا ولازم يروح درس في كل المواد ، علي الرغم من أن المواد اتقسمت علي ترمين وبقت في وسائل مساعدة كثيرة وبقت في منصات تعليمية ، علي الرغم إن زمان كان الوضع أصعب من كده ، ومكانش فيه دروس خصوصية ولا مجموعات تقوية ولا دياولو

ليه كانت المباني حوائط حاملة و أدوار متكررة ، لحد خمس أدوار وكانت ماشية ، ولما طلع التسليح والأعمدة كانت ست اسياخ وبعد التخصصات بقي المهندس يعمل لبشة مسلحة و أعمده أكثر من اثني عشر سيخ ، رغم إنه بيعمل نفس الأدوار وفي الغالب أقل من اللي كانت بتتعمل والعمود ست اسياخ ومن غير لبشة

ليه المحامي بقي يدافع عن المجرمين ، ويفتخر إنه استخدم ثغرات للحصول علي براءة موكله ، رغم أنه متأكد من إدانة موكله

ليه البنا بقي يحاسب كل حاجة بسعر ، الحوائط بسعر ، الأرج بسعر ، الأعتاب بسعر ، تربزين السلم بسعر ، مع إن زمان كانت كلها شايلة بعضها

ليه الفلاح بقي يستخدم المبيدات وهو عارف أنها مضرة

ليه الصنايعي بقي يستسهل الأمر ويبدل بقطع غيار بدلا من الاصلاح

ليه اصحاب المطاعم ومصانع الأغذية ، بيستخدموا مواد فاسدة أو منتهية الصلاحية وهما عارفين

ليه غلينا كل حاجة علي بعض ، وكأن كل واحد حاطط ايده في جيب أخوه

ليه بقيت كل ما تروح عند حد ، يشتغلك ويقلبك ، ويعمل من وراك مصالح علي قد ما يقدر

ليه كل واحد بقي وقت ما يجي تحت ايده حد ، ما يرحموش ، بل بيمص دمه ، مع العلم أن من لا يرحم لا يُرحم ، وكما تدين تدان

ليه كل واحد بقي مش عاجبه حاله ، وبقي باصص في حال غيره ومشغول بيه

ليه بقت حنيتنا وضحكتنا في وش بعض مش بتبان غير في الصور

ليه بقي كلمات الحب والتقدير بينا وبين بعضنا مش بقت غير علي صفحات الفيس بوك

ليه بقت تصرفاتنا في الحياة أقرب الي التزيف من الحقيقة ، مظاهر بعيدة عن الحقيقة

ليه بقينا مقاطعين جيرنا ، ونكشر في وش بعض ، بعد ما كنا بنام ونصحي و كل حاجة كنا بنعملها مع بعض

ليه انشغلنا بأولادنا عن أبائنا ، ونسينا إن احنا كده بنعلمهم ازاي ينسونا لما يكون ليهم ولاد

ليه بقينا نسيب ولادنا يسهروا طول الليل ، ويناموا طول النهار ، ونرجع نشتكي من ضياع مستقبلهم ، و أنهم حتي ميعرفوش قرايبهم

ليه انشغلنا بجهاز البيت ( ثلاجات وميكروف وغسالات وشاشات ومفارش واوض … ألخ ) و نسينا نجهز الزوج والزوجة عشان يديروا البيت ده ويحافظوا عليه

ليه بقينا ندور علي شكل الفستان ، و خلفيات الصور ، ومكان حفل الزفاف ، ولم نهتم بشكل الحياة بعد الزواج

ليه مع أول خلاف بيكون أول حل هو الطلاق ، بل غالباً بيكون هو فقط الحل المطروح ، يعني في أول هبة ريح بنهد البيت اللي في الغالب عملناها بالدين ، ولسة مسددناش فلوسه

ليه اهتمينا بتعليم ولادنا اللغة ونسينا نعلمهم الأخلاق والسلوك الحسن

ليه بقينا نسمي التطاول والتجاوز قلة الذوق في التعبير ، حرية رأي

ليه بقينا نسمي عري النساء ، وشربهم للشيشة علي المقاهي وسط الرجال ، مساواة

ليه بقينا نقبل التجاوز والسفه في سن الشباب بحجة أنه سن مراهقة

ليه بقت الأغاني الحزينة هي اللي بترقص الناس ، الكلام في وادي والناس في وادي آخر ، الكلام يبكي والناس بترقص

ليه بقت قدوة ولادنا لاعبي الكورة و مغنين المهرجانات ، واحنا موافقين وبنساعدهم علي كده

ليه استغنينا في افراحنا عن الراقصات وبقينا كلنا نرقص وبنتفرج علي بعض واحنا بنهزي ونتمسخر ونتمايل

ليه البرامج الهايفه هي اللي عليها نسب مشاهده عاليه ، والبرامج المهمة محدش يعرف عنها حاجة

ليه رواد الفضايح بقوا أكثر من رواد النصايح ، وليه الكدبه بنتشر أسرع من الحقيقة

ليه مش بقينا نستحمل بعض ولا نكبر لبعض ، ولا نقدر ولا نحترم ونرجع لكبير ، وبقينا نجري علي المحاكم والأقسام

ليه كترت القواضي في المحاكم ، ليه كثرت المشاكل في الأقسام

ليه انشغلنا بحقوقنا ونسينا واجباتنا

ليه بقينا كلنا محامين لنفسنا ، ندافع عن أفعالنا ونوجد لها مبررات ونستغل لها الثغرات ، ونكون علي أفعال غيرنا قضاه ، نحاسبهم ونحكم عليهم دون أن نستمع اليهم ، أو حتي نفترض حسن النية أو انهم علي حق

كانت الدنيا سهلة وبسيطة ليه صعبتوها علينا وعليكم

مين خلانا كده ؟

سؤال يحتاج الي إجابة و أمر يحتاج الي دراسة

نسأل الله السلامة

ملحوظة : الأمر ليس علي العموم ففي كل قطاع أكيد موجود أشخاص محترمين ونماذج جيدة وقدوات حسنة لهم منا كل الاحترام والتقدير