منوعات

هدي الإسلام في الوقاية من الأوبئة

هدي الإسلام في الوقاية من الأوبئة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن الإسلام شرع للناس سبلا للوقاية والعلاج من الأوبئة والأمراض، ومن هذه السبل الوقائية والعلاجية هو ما يتعلق بالأمور الإعتقادية الغيبية والتعبدية، ومنها ما يتعلق بالأخذ بالأسباب المادية، أما الأسباب المتعلقة بالإعتقاد فالإيمان والقضاء والقدر، والإيمان بأنه لن يصيب الانسان إلا ما كتب له من النعمة والنقمة والصحة والمرض والأمن والخوف، ومن الأسباب التحصين بالأذكار الشرعية فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة.

قال ” أما لو قلت حين أمسيت، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك” رواه مسلم، وغيره من الحروز الشرعية من الكتاب والسنة النبوية، والعبادة حصن للعبد من الشرور والآفات حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من صلي الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله في ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جنهم ” وقال الإمام النووي في شرح مسلم ” الذمة هنا هو الضمان، وقيل الأمان ” فصلاة الفجر وغيرها من العبادات والطاعات تحفظ المسلم من الشرور، أما الأسباب المادية للوقاية والعلاج فمنها الطهارة والنظافة، فلها دورها الوقائي من الأوبئة وسائر الأمراض، وللطهارة والنظافة في الإسلام أهميتها الكبيرة، فقد أمرنا الإسلام بها وهي تشمل طهارة البدن وطهارة الثوب وطهارة المكان والبيئة وطهارة الأدوات والأواني التي يستعملها الإنسان في قوام حياته ومعيشته.

والإسلام إشترط لصحة الصلاة الطهارة فالمسلم يتطهر لكل الصلاة، فيتطهر بالوضوء خمس مرات في اليوم والليلة، وكذلك شرع الإسلام الإغتسال للمسلم فمنه ما يكون واجبا ومنه ما يكون مندوبا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “حق على كل مسلم، أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما، يغسل فيه رأسه وجسده” متفق عليه، ومن هدي الإسلام الحجر الصحي على المصابين بأوبئة تنقل المرض إلى غيرهم من الأصحاء حتى لا تنتقل العدوى إلى غيرهم فينتشر الوباء بين الناس، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ” متفق عليه، وحرصا على منع إنتقال العدوى في الأوبئة وقال صلى الله عليه وسلم ” فرّ من المجذوم كما تفر من الأسد” رواه البخاري.

ومن عظمة الإسلام ورحمته أن هذا الحجر الصحي يشمل الإنسان والحيوان، وقال صلى الله عليه وسلم ” لا يورد ممرض على مصح” رواه مسلم، وقال ابن رجب في اللطائف ” والممرض صاحب الإبل المريضة، والمصح صاحب الإبل الصحيحة، والمراد النهي عن إيراد الإبل المريضة على الصحيحة ” ومن هدي الإسلام في الوقاية من الأوبئة والأمراض أن يلتزم الإنسان بإتباع التعليمات والإرشادات التي تصدر عن الجهات الطبية المختصة والمؤسسات ذات العلاقة والخبرة في الوسائل التي تمنع من إنتقال العدوى وتساعد في الوقاية والعلاج من خطر الأوبئة والأمراض ومنها التطعيمات واللقاحات اللازمة، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وإبتهلوا وتضرعوا إلى الله تعالى بالدعاء ليرفع البلاء وأكثروا الإستغفار فإن الإستغفار يرفع البلاء ويزيد القوة ومنها المناعة.

كما في قوله تعالى حكاية عن نبي الله هود ” ويا قومي استغفروا ربّكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم” وعليكم بالحسبلة والحوقلة ” وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ” و” لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة” والدعاء والتضرع سبب لرفع البلاء، حيث قال تعالى ” وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ” وما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى