مصر تكشف عن قاربًا مسيّرًا يقفز بقدراتها البحرية
في خطوة تُعد نقطة تحوّل في مسار التصنيع العسكري البحري، كشفت مصر خلال فعاليات معرض الدفاع الدولي EDEX 2025 عن القارب القتالي غير المأهول USV-AIO-001، المعروف شعبيًا باسم USVAIO00. ويُعد هذا اللانش أول منصة بحرية مسيّرة يتم تطويرها محليًا بهذا المستوى، بنسبة تصنيع تقدَّر بنحو 70%، ليشكل نقلة نوعية مماثلة لما أحدثته الطائرات المسيّرة “الدرونز” في عالم القتال الجوي.
ويجمع القارب تصميمًا هجوميًا خفيفًا مع هندسة إلكترونية معقدة، تُمكّنه من تنفيذ مهام الدوريات، المراقبة، الردع البحري، وحماية السواحل دون وجود طاقم بشري على متنه. ويعتمد في تشغيله على منظومات ملاحة ذاتية، ومستشعرات متقدمة، وقدرة تحكم كامل عن بُعد عبر مركز قيادة ساحلي أو بحري، مما يجعله نظيرًا بحريًا للطائرات بدون طيار من حيث الدور والفعالية والقدرة على العمل في بيئات خطرة.
ويحمل USV-AIO-001 منظومة التسليح المصرية Eagle-2، وهي منصة أسلحة يتم التحكم فيها عن بعد، مخصصة لحمل رشاشات متوسطة وثقيلة لاستهداف الزوارق السريعة والتهديدات القريبة، ما يعزز دوره في حماية الممرات الحيوية ومناطق حساسة مثل قناة السويس والسواحل الشرقية والغربية للبلاد.
ويُبرز ظهور هذا اللانش توجه القاهرة الواضح نحو امتلاك أسطول متكامل من المنصات البحرية المسيّرة، القادرة على تنفيذ مهام قتالية واستطلاعية بدرجات أمان أعلى وتكاليف أقل مقارنة بالقطع المأهولة. كما يعكس تطورًا ملحوظًا في قدرة الصناعة المصرية على دمج الذكاء الاصطناعي، التحكم عن بعد، وأنظمة المراقبة الحديثة داخل وحدات بحرية عالية المرونة.
ويؤكد خبراء عسكريون أن هذا النوع من القوارب يمثّل مستقبل الحروب البحرية، تمامًا كما غيّرت الدرونز شكل المعارك الجوية خلال السنوات الأخيرة، إذ يتيح سرعة الانتشار، تقليل المخاطر، والعمل المستمر على مدار الساعة. ويأتي ذلك ضمن استراتيجية مصرية أوسع لتوطين الصناعات الدفاعية وصناعة سفن دورية وقطع بحرية محلية، بما يعزز جاهزية القوات البحرية ويحافظ على ريادة مصر في أمن البحرين المتو
سط والأحمر.
