مجلس الشيوخ الإيطالي يعقد ندوة حول إستراتيجية إيطاليا تجاه أفريقيا
متابعة حامد خليفة
مركزية أفريقيا في خطة ماتي، مع تجاوز النهج “الإستعماري” والدور المحوري للنظام الإيطالي، وتعزيز سلسلة القيمة، هي المواضيع الرئيسية لمؤتمر “فرص خطة ماتي لتنمية أفريقيا” الذي عُقد في مجلس الشيوخ، بمبادرة من السيناتور ماركو سكوريا، عضو مجلس الشيوخ عن حزب “إخوة إيطاليا” اليميني المتطرف، حسبما ذكرت النسخة الفرنسية لوكالة “آجي” الإيطالية.
أتاح هذا الحدث، الذي حضره ممثلون عن الحكومة وقطاع الأعمال، فرصةً لإستكشاف القضايا المحيطة بالخطة التي أطلقتها إيطاليا للمساهمة في تنمية القارة الأفريقية بعمق، حيث أكد نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي، إدموندو تشيرييلي، أن خطة ماتي تتيح لنا “تغيير نموذج النظام الدولي فيما يتعلق بنهجه الاستعماري”.
أداة للتدخل في شئون الدول
وكان نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني قد قال، في تصريح نقلته وكالة آجي الإيطالية، في وقت سابق هذا الشهر، إن خطة ماتي “أداة تهدف إلى تعزيز حماية الحقوق والحريات المدنية” في الدول المستهدفة في قارة أفريقيا، مدافعًا عنها كـ”وسيلة لتصدير الديمقراطية”، ما يعكس الطبيعة السياسية للخطة، التي تدافع عنها إيطاليا كـ”نهج تعاوني”، لكنه مراقبين رأوا أن “الخطة تحمل بين طياتها نوايا للتدخل في شئون الدول المستهدفة.
وأكد تشيرييلي مجدداً أن “أفريقيا جزء أساسي من جوارنا الأوروبي”، مضيفاً أن خطة ماتي “قابلة للتصدير. إذا كان بقية العالم بخير، فنحن بخير أيضا”، مؤكدا أن “النظام الإيطالي، عندما يعمل في الخارج، يحول جميع ممثليه إلى عملاء دبلوماسيين”.
قارة المستقبل
ورأى وكيل رئاسة مجلس الوزراء، ألفريدو مانتوفانو أن أفريقيا هي “قارة المستقبل” وذلك لأسباب ديموغرافية بالدرجة الأولى.
“يبلغ متوسط العمر العالمي 30.7 عامًا، بينما يبلغ 43.4 عامًا في أوروبا الغربية، وحتى 48.1 عامًا في إيطاليا. أما في أفريقيا، فيبلغ متوسط العمر 19 عامًا فقط. بحلول عام 2030، سيكون أكثر من 40% من شباب العالم أفارقة. وبحلول عام 2035، ستمتلك أفريقيا أكبر قوة عاملة في العالم، متجاوزةً الصين والهند”، وفقاً لمانتوفانو.
وأشار أيضًا إلى أن “العديد من الدول الأفريقية، وليس فقط تلك المطلة على البحر الأبيض المتوسط، تشهد نموًا إقتصاديًا ملحوظًا: ووفقًا لبيانات بنك التنمية الأفريقي، فإن 11 دولة أفريقية من بين أسرع 20 إقتصادًا نموًا في عام 2024.”
وفي هذا الصدد، تقدر الأمم المتحدة “أن الناتج المحلي الإجمالي الأفريقي سينمو بنسبة 3.7% في عام 2025 و4% في عام 2026″، بحسب مانتوفانو، الذي اعتبر أن “الركيزة الأساسية لخطة ماتي، والتي تضمن نجاحها، هي حوكمتها”.
وأوضح قائلاً: “تتخلى الخطة عن النهج البيروقراطي والمركزي، وتعتمد على ما يمكن وصفه بحوكمة متعددة المستويات، تدمج مساهمات جميع الجهات الفاعلة الرئيسية المشاركة في العملية على اختلاف قدراتها”.
في هذا السياق، تلعب الشركات الإيطالية دورًا أساسيًا، حيث تروج “سيميست” لمبادرة “Measure Afrique”، وهي “إجراء خاص بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتجارة الدولية وصندوق الودائع والقروض”، كما أوضحت المديرة العامة ريجينا كوراديني دارينزو.