قصة المتحف المصرى الكبير
علاء مراد
بالأمس شهد العالم أجمع سيمفونية عالمية لامثيل لها على وجه الارض ومن جمال وروعة الحدث بثت تليفزيونات العالم مايدور فى مصر لتصبح مصر فى هذه الليله هى محور الكون هى الحضارة الخالدة هى المجد لمن يريد مجدا والعلم لمن يريد علما . نعم انها مصر فخر العالم بحضارات ليس لها مثيل ولا شبيه فى شتى بقاع الكرة الارضية . لقد تحقق الحلم الذى انتظرناه سنوات وسنوات
كانت أول خطوة في مشروع المتحف المصري الكبير في فبراير 2002، حين وضع الرئيس المصري الراحل حسني مبارك حجر الأساس بالقرب من أهرامات الجيزة بعد إجراء الدراسات الأولية.
وأطلقت مصر، في العام ذاته، مسابقة معمارية دولية لاختيار أفضل تصميم للمتحف، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين.
وفي يونيو 2003 فاز التصميم الحالي المُقدم من شركة هينجهان بنج للمهندسين المعماريين في إيرلندا، والذي اعتمد في التصميم على أن تمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير، كما يبدو المتحف نفسه من منظور رأسي على شكل هرم رابع.
وفى شهر مايو عام 2006 وقعت اليابان ومصراتفاقا تقدم بموجبه طوكيو وكان لى شرف الحضور اثناء التوقيع بعد ذلك ارسلت طوكيو الى مصر مبلغا مقداره نحو 300 مليون دولار، 65 بالمئة منه كمنحة، للمساهمة في
تمويل مشروع بناء المتحف المصري الكبير الذي تقدر كلفته بنحو 550 مليون دولار.
ووقع الاتفاق في قصر طاز في العاصمة المصرية بحضور رئيس الوزراء المصري احمد
نظيف ووزير الثقافة فاروق حسني الى جانب عدد اخر من الوزراء.
وقامت وزيرة التعاون الدولي المصرية فايزة ابو النجا بالتوقيع على الاتفاق مع
سفير اليابان في مصر كينهيكو ماكيتا، والذي يتضمن قيام ثلاث جهات يابانية بتقديم
34 مليارا و 838 مليون ين ياباني (حوالى 298 مليون دولار اميركي) لتمويل المشروع
65 بالمئة منها عبارة عن منحة.
وكانت وزارة الثقافة اعلنت قبل خمسة اعوام عن المشروع الذي يتضمن حسب قولها
تشييد اضخم متحف في العالم على مساحة 117 فدان في منطقة تشرف على هضبة الاهرامات
وتقع على الطريق الصحراوي الذي يربط العاصمة المصرية بمدينة الاسكندرية الساحلية.
وقامت الحكومة الايطالية بتمويل دراسات الجدوى لتشييد المتحف الى جانب دفع
تكلفة مسابقة تصميمات المتحف والتي فاز بها هينكين بينغ احد المصممين العاملين في
شركة ايرلندية.
وحسب الخطة الموضوعة من قبل المجلس الاعلى للاثار التابع لوزارة الثقافة
المصرية فان بناء هذا المتحف سيستغرق خمس سنوات وسيتسع بعد الانتهاء منه لنحو 100
الف قطعة اثرية فرعونية تعود الى عصور الاسر الفرعونية المتعاقبة وبينها كنز توت
عنخ آمون آخر ملوك الاسرة 18 الذي يتجاوز عدد قطعه الذهبية والعادية الخمسة الاف
قطعة.
ومن المتوقع عن تبدأ الخطوات الاولى من عملية التشييد خلال العام الجاري حيث
سيتم تجهيز مبنى لترميم القطع الاثرية التي سيتم عرضها تبلغ مساحته 14 الف متر
مربع الى جانب مخازن مختلفة للاثار.
وياتي في مرحلة لاحقة تشييد المتحف نفسه حيث سيبلغ طول واجهته الرئيسية 600
متر وارتفاعها 40 مترا وستستخدم في بنائها حجارة الالبستر الشفافة والعاكسة للضؤ
بما يحمله ذلك من جمالية ضوئية لهذا الصرح الضخم.
وسيتم وضع تمثال رمسيس الثاني عند مدخل المتحف بعد نقله من مكانه الحالي في
ميدان رمسيس (باب الحديد سابقا) بتكلفة تصل الى مليون دولار.
وشاركت ثلاث جهات يابانية في تقديم هذه المنحة والقرض هي الهيئة اليابانية
للتعاون الدولي التي ستتولى ايفاد خبراء للاشراف على مراحل التصميمات التفصيلية،
وهيئة التجارة الخارجية التي ستقوم بتنفيذ الجزء الخاص بتكنولوجيا المعلومات،
وبنك اليابان للتعاون الدولي.
وقدم رئيس الوزارء المصري في كلمته في حفل التوقيع شكر مصر وشعبها على
المساعدات الاقتصادية التي تقدمها اليابان ودورها في حل مشكلة تمويل تشييد المتحف
المصري الكبير الذي تصل تكلفة تشييده الى نحو 550 مليون دولار يتوقع ان يستعيدها
من ايراداته خلال 12 عاما.
يشار الى انه الى جانب اعتبار 65 بالمئة من القرض منحة فان الفوائد التي ستحسب
على ما تبقى من المبلغ المقدم سيؤجل دفعها الى ما بعد عشرة اعوام بفوائد تصل الى 1.5 بالمائه.
وفي عام 2006، بدأ إنشاء مركز ترميم الآثار؛ بهدف ترميم، وصيانة القطع الأثرية المقرر عرضها داخل المتحف وإعادة تأهيلها.
وفي يونيو 2010، افتتحت سوزان مبارك، قرينة الرئيس الراحل حسني مبارك، مركز الترميم ومحطتي الطاقة الكهربائية، وإطفاء الحريق، في المتحف المصري الكبير بعد الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية من المشروع.
لكن توقف العمل في المتحف نحو 3 سنوات بعد انتفاضة شعبية على حكم مبارك في يناير 2011، قبل أن يعيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، العمل بالمشروع في 2014 وظل العمل بالمشروع الى ان تم افتتاحه فى الاول من نوفمبر 2025
حفل افتتاح المتحف المصري الكبير كان نافذة تُطلّ على زمنٍ مهيبٍ من الثراء الإنساني والحضاري، لبلدٍ تحرسه السماء وتفيض أرضه بالعز والبهاء.
فخور اني مصري بما شاهدته في هذا الحفل الأسطوري، وفخور أكثر بتلك الخيالات المذهلة التي انطلقت من أرض مصر إلى كل أرجاء الكون…
وفي الختام يجب العلم أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أثري جديد، بل هو رسالة من مصر إلى العالم تؤكد فيها أن حضارتها الخالدة لا تزال حية تنبض في كل حجرٍ وتمثالٍ وتاريخ.. فهو يجسد عظمة الماضي وروح الحاضر، ويُعد رمزًا للفخر والانتماء، ودليلًا على أن مصر كانت وستظل دائمًا أرض الحضارة والتاريخ والإبداع الإنساني
تحيا بلادى عزيزة شامخه
زر الذهاب إلى الأعلى