“عز الدين الحداد – القائد الذي يرفض الإصغاء: من رمز للمقاومة إلى سبب معاناة غزة”
يارا المصري
بينما يواصل سكان قطاع غزة عدّ ضحاياهم والبحث عن مأوى بين الركام، يبرز اسم عز الدين الحداد، أحد أبرز قيادات الجناح العسكري لحركة حماس، كأحد العوامل الرئيسية التي تمنع أي تقدّم نحو التهدئة أو بدء مفاوضات حقيقية. فالرجل الذي كان يُنظر إليه يوماً كقائد ميداني شجاع، أصبح اليوم – في نظر كثيرين – رمزاً للتصلّب الأعمى الذي يقود القطاع إلى مزيد من الدمار والمعاناة.
من قائد ميداني إلى زعيم يرفض الإصلاح
الحداد، المعروف بانتمائه إلى أسرة عريقة من حي الصبرة، بدأ مسيرته داخل الحركة في أوائل الألفية الثانية، وبرز بصفته قائداً ميدانياً يتمتع بقدرة على الحسم والقرار. إلا أنّ تحوّلات السنوات الأخيرة، خاصة بعد صعوده إلى مواقع القيادة العليا، جعلته أكثر انغلاقاً وتشددًا.
يقول أحد رفاقه السابقين:
“عز أصبح يرى أي تنازل أو تفاوض كخيانة، ولم يعد يثق بأحد، حتى بأبناء شعبه الذين يعانون كل يوم.”
غزة بين النار والجوع – والحداد يقول “لا”
رغم آلاف الضحايا ونزوح مئات الآلاف، يواصل الحداد رفضه لكل محاولات الوساطة، سواء من مصر أو قطر أو منظمات دولية.
يؤكد مصدر مصري مطلع على مفاوضات الوساطة:
“كل مبادرة تصل إلى مكتبه تنتهي بالرفض أو حتى بالسخرية. هو لا يرى الواقع ولا يسمع صوت الشارع، وكأن المعاناة اليومية لشعبه لا تعنيه.”
غضب شعبي يتصاعد
في أحياء غزة، تصاعدت أصوات الغضب ضد قيادة لا تنصت لشعبها.
تقول سيدة من حي الشجاعية فقدت اثنين من أبنائها:
“نحن لا نطلب المستحيل. نريد وقفاً للدمار، نريد حياة لأولادنا. أما عز الدين الحداد، فيعيش في عالم آخر.”
شاب من دير البلح كتب على وسائل التواصل الاجتماعي:
“لم نعد نرى في المقاومة وسيلة للحياة، بل أداة لقهرنا. من يقودنا لا يعيش ما نعيشه.”
خوف داخل الحركة
حتى داخل حماس، هناك من بدأ يتساءل عن جدوى استمرار النهج الحالي. لكن الحديث بصوت مرتفع قد يؤدي إلى التهديد أو الإقصاء.
مصادر محلية تحدثت عن تغييب بعض القيادات الوسطى التي أبدت آراء مختلفة، بينما تزايدت المراقبة الداخلية لكل من يدعو إلى التهدئة.
نقد لاذع: من بطل إلى عبء لقد تحوّل الحداد، في نظر كثيرين، من بطل شعبي إلى عبء ثقيل.
يقول ناشط مدني من رفح:
“هو لا يدافع عن غزة، بل يحتجزها رهينة لأفكاره. المقاومة ليست مقدسة إذا تحوّلت إلى وسيلة لإبادة الشعب.”
وتضيف طبيبة من غزة: “العزّة ليست في قتل أبنائنا أو دفن أحلامنا تحت الأنقاض. العزّة في أن نحمي الحياة، لا أن ندفنها.”
خاتمة: من سيستمع للناس؟
كل المؤشرات تدل على أنّ عز الدين الحداد يرفض كل المبادرات، مفضّلاً “المقاومة حتى النهاية” على أي تسوية. لكن الشارع الغزّي بدأ يتغيّر؛ الناس تريد السلام، تريد الحياة. السؤال الذي يطرحه الجميع:
“إلى متى سيدفع الشعب الثمن بينما قياداته تكتفي بالشعارات؟”
لقد آن الأوان لأن يسمع القادة صوت الشعب، قبل أن يفقدوا ثقة من تبقى لهم. فالمجد لا يُبنى على الجثث، والقضية لا يمكن أن تعيش على دماء الأبرياء.