شهد جوهر.. فتاة ترى الشعر رسائل من القلب
حوار سهيله عبداللطيف
من قلب شباس الشهداء، إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، تخرج لنا موهبة فريدة تحمل من اسمها نصيبًا، فهي “شهد” في كلماتها، في مشاعرها شهد عبده جوهر، طالبة في الصف الثالث الثانوي الأزهري، لم تكن يومًا مجرد فتاة عادية، بل صاحبة قلم يرسم الحروف بإحساس، وريشة تعبر عما يعجز اللسان عن وصفه.
تقول شهد إنها لم تكن تفهم في البداية ماذا يعني أن تكتب أو تُلقي، لكن شيئًا ما بداخلها تحرّك. لحظة عابرة من الملل تحوّلت إلى نقطة تحوّل حين تذكّرت الشاعرة شروق سامي وهي تلقي إحدى قصائدها، قررت أن تجرّب، فكتبت وألقت، وكانت النتيجة شعرًا صادقًا خرج من أعماقها دون تكلّف. ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلتها مع الكتابة.
تحب شهد الاستماع إلى الشعر، وتحديدًا الشاعر عمرو حسن، الذي تعتبره مصدر إلهام لها في اختيار الكلمات، وطريقة النطق، وضبط الأوزان. ورغم أنها لا تتبع نمطًا شعريًا محددًا، إلا أن شرطها الأساسي أن تكون كلماتها موزونة، ذات تأثير عاطفي، وأن تُلقى بإحساس يصل إلى القلوب.
كأي فنان حقيقي، لم تخْلُ تجربة شهد من الخذلان، بل جاء من أقرب الناس إليها، لكنها لم تسمح لهذا الألم أن يثنيها، بل حوّلته لدافع يدفعها للأمام .
تتحدث بثقة قائلة: “دلوقتي تفاءلت وحسيت إن الطريق قدامي مكشوف وواضح، والمستقبل هيبقى أحسن لو طورت من نفسي .
بعيدًا عن الشهرة أو العائد المادي، تؤمن شهد أن الشعر مكسب في حد ذاته، يكفي أن يشعر المستمع بصدق الكلمة. تقول في أحد نصوصها:
“مشغول بفكر فيكي، مع إنها مهنة متكسبش، بس في بالي إنتي المكسب الوحيد، لو كنتي معايا.”
وتختم شهد نظرتها للحياة بكلمات ملهمة:
“كل خطوة صغيرة نحو هدفك هي نجاح بحد ذاته، فلا تتعجل الوصول، بل استمتع بكل طريق تمشيه.”
إنها ليست فقط شاعرة أو رسامة، بل روح ترى في الفن وسيلة تعبير عن الحياة، وأمل لا ينطفئ حتى في أحلك اللحظات .
وفي الختام، تتوجّه شهد بجزيل الشكر والتقدير للصحفية المتميزة سهيلة عبداللطيف، لدعمها وتشجيعها ومساهمتها في تسليط الضوء على المواهب الشابة.