سم الحية
كتب عصام عياد
بالأمس خرج السيد الدكتور خليل الحية ، بحديث ، هو محض إفتئات ، حديث ظاهره فيه الأدب ، وباطنه قد يفوح منه الخبث و اللؤم والكراهية ، ولولا أنني عف اللسان ، لقلت أن الصنف الذي يتناوله هذا الرجل مضروب ، أو أنه قد أصابه العته علي كبر سنه ، أو الجنون ، حيث أن هذا الكلام لا يصدر عن عاقل أبدا ، إلا إذا كان في نفسه مرض ، أو له هدفُ آخر غير معلن ، وهذا هو الأرجح
وبالمناسبة ، فنحن لا نفتأت عليه ولا علي أحد ، معاذ الله ، ولكن رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ، قال ” إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالأيمان ، ومن الطبيعي أن يكون العكس صحيح ، أي أنه ، إذا رأينا الرجل يسجد لغير الله ، أو يعمل أعمال الكفر ، نشهد له بالكفر
وهذا الحيه ، قد خرج بما يناقض الحقيقة ، التي هي واضحة وضوح الشمس في وضح النهار ، ما دعانا لتفسير ذلك بما ذكرناه بعاليه
وله حق الدفاع عن نفسه ، وإظهار من الدلائل ما ينافي ويضحض رأينا في مقولته ، كيف ما شاء
لكن علي فرض أن هذا رأيه ، فلربما كان مغيباً ، ولم يعلم شيئ عن حقيقة الأحداث ، فحينها ليس علي النائم أو المريض حرج ، أو ربما غفله بعضهم ، أو ضلله بعضُ آخر بمعلومات خاطئة ، فحين ذلك نعذره بجهله ونقيم عليه الحجة ، بالحقائق الدامغة التي لا ينكرها إلا حاقدٍ أو مريض ، حيث أن كلها معلنة أولاً بأول ، ولم يتغير هذا الموقف بتغير الزمان ولا بتغير الأشخاص
ومش هكلمك عن دور مصر عبر التاريخ تجاه الأمة العربية و الاسلامية ، ولا عن قدر التضحيات والدماء و الأرواح ، التي قدمتها مصر ، تجاه تلك القضية ، فقد سطرها التاريخ ووثقتها المعاهدات والوثائق ، و يعلم بها القاصي والداني ، ولا هكلمك عن عدد الفلسطنيين اللي عايشين في مصر من سنين ، زيهم زي المصرين ، لا في خيم إيواء ولا معسكرات لاجئين ، واللي صاروا رجال أعمال ، و أصحاب املاك ، ومنهم من لا تشغله القضية الفلسطينية أصلاً ولا غيرها ، ولا هكلمك عن ولادهم وتعليمهم ، ولا هكلمك عن دور حماس في العمليات الارهابية في مصر ولا فتح السجون ، ولا ، ولا ، ولا
بل يكفيني أن أكلمك عن الأحداث الآخيرة :
· اذا كنت لا تعلم مين اللي عامل الحصار ، ومانع دخول المساعدات لأهل غزة ، ولا تعلم مين اللي طول عمره متبني القضية الفلسطينية ، فمن المؤكد فيه أحداث كتيييييييييير حصلت تجعل الغافل يفيق ويعرف الحقيقة دون جهد أو عناء
· ألم تسمع عن رفض مصر خروج الرعايا الأجانب مع بداية القصف
· ألم تعلم أن مصر اشترطت دخول المساعدات قبل خروج الرعايا ؟ هل كان ذلك صمتاً ؟
· ألم تسمع عن اجتماع وزير الخارجية الأمريكية مع الرئيس السيسي ( المذاع علي الهواء ) حين جاء يتوسط لخروج الرعايا ، ورفض السيسي أيضاً و أعلنها صريحة مدوية ، لا خروج للرعايا قبل دخول المساعدات ؟ هل كان ذلك صمتاً ؟
· ألم تعلم أن الرئيس السيسي أول من قال للرئيس الأمركي لا ؟ رغم الاغراءات والتهديدات
· أين كنت عند دخول المعدات المصرية ، والعمالة المصرية ، في مشهد تاريخي تحدث عنه العالم أجمع حين جاءوا لإعمار غزة ؟
· محدش قال لك علي الـ 500 مليون دولار اللي قدمتهم مصر تبرع لأعمار غزة ؟
· أين كنت ساعة دخول مساكن الإيواء المصرية الجاهزة لسترة أهل غزة وحمايتهم واحباط مخطط التهجير بحجة خروج الغزاويين لحين الانتهاء من الاعمار ؟
· أين أنت من المساعي والجهود المصرية لوقف إطلاق النهار ؟
· أين أنت من حافلات المساعدات ، وحملات الاغاثة المصرية ، الموثقة والمرئية من العالم كله ؟
· مخدتش بالك من جهود مصر لتحريك المجتمع الدولي نحو منع انتهاكات الكيان لغزة ؟ ومن قبل رفض اعلان القدس عاصمة الكياااان
· مخدتش بالك من طلب مصر ، محاكمة رئيس وزراراء الكيااان بتهمة أنه مجرم حرب
· مفيش حد قالك حاجة عن عدد الجرحي والمصابين الفلسطينين ، اللي بيتعالجوا في مصر وعلي نفقة مصر ؟ ده حتي الرئيس الفرنسي جه زارهم يا راجل ، معقول مشوفتش ده ؟
· و أكيد انت وغيرك عارفين قدر الضغوط اللي بتفرض علي مصر ، ومصر متحمله كل ده عشانكم وعمرها ما سباتكم زي غيرها ما سابكم
واسمحلي أسألك ، انت سخنت علي مصر ووجهت لها اللوم والعتاب ، اللي ربنا عالم انه أكيد وراه حاجة تانية ، رغم كل اللي حكتهولك ده وده جزء صغير من جهود ومساعي وتضحيات كثيرة وعظيمة ،
ليه مسمعناش لك صوت يعاتب باقي الجيران ، ولا صوت يلوم اللي منع عنكم المساعدات وانتم في أشد الحاجة اليها ، وراح اداها للكياااااان
ليه مش سمعنالك صوت لما نزلت التبرعات والمساعدات تترا من جيرانكم للكيان من بعد أحداث 7 يناير
· لما لم تعاتب الامارات عندما قدمت المساعدات للكيان عبر خطوط جوية مفتوحة وبلا حدود
· لما لم نسمع لك صوت عندما جاء ترااااااامب وحمل الترليونات العربية ليدعم بها الكيان
· لما لم نسمع لك صوت يعاتب أصحاب التطبيع مع الكيان اللذين وقفوا يتفرجون علي ابادة غزة ، ولربما كان منهم المهنئين للكيان والمساعدين
ان كنت تبغي الحق ، فمن المفترض أن تكون مع الجانب المصري
و إلا فاعلم أن مصر كبيرة علي كل اللي بتفكر فيه ، أنت وغيرك ، مصر اللي تراكمت عليها الديون بسببكم ، مصر اللي ببتحارب طول عمرها بسببكم ، مصر اللي ضحت باولادها وبدمائهم وأرواحهم عشانكم
مصر دي كبيرة قووووووي ، وعارفه ايه اللي بتفكروا فيه ، انتم ومن خلفكم ، انتم ومن يديركم ويخطط لكم ، قبل حتي ما تحلموا بيه
وياما دقت علي الراس طبول
وإن كنت أنت حيه ، فاعلم أننا الحواه ، لدينا ترياقكم ، و نعرف جيداً جميع طرق التعامل معكم ، و نستطيع ترويدكم وكسر أسنانكم ، وجعلكم لعبة يلهو بها الصغار
فعد الي جحرك تسلم ، و تلك هي النصيحة