منوعات

سلاح القلم

سلاح القلم ،،،،،،،

هل القلم سلاح ؟

وما مدى خطورة هذا السلاح ؟

وما تأثيرة في بناء المجتمعات أو هدمها ؟

(نٓ ۚ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ).

القلم ،،،،

 هو أول مخلوق خلقه الله ليكتب القدر ،

 كما قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شيء حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ).[رواه أبو داوود] ..

فهو من أوّل المخلوقات ،

خلق لكتابة المقادير، وكان النَّبِي إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم وكتب به ،

وبالقلم ايضا تكتب الملائكة أعمال المكلفين وأقوالهم (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).[سورة ق: 18]،

 أي يكتبون ما يصدر من الانسان يتم كتابته وتسجيله، (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُون)َ.[سورةالإنفطار: 10]،

أي يحفظون أعمالكم عليكم ،،،،، ويسجلونها دون أن يضيعوا منها شيئ ..

وكذلك بالقلم يكتب لنا كل ما مضي

و يدون التاريخ ،،،

فتكتب بدايات الاشياء ونهاياتها .

فقد كتب بالقلم تاريخ الرسل ورسالتهم والديانات السماوية

و تاريخ الملوك ، والسيرة النبوية ، و الأحاديث والتراجم وتواريخ البلدان والشَّخصيات والأعلام والموسوعات والأماكن والمدن والامبراطوريات ، والفتوحات الإسلامية والحضارات والعلوم والطب والفلك وغيرها ..

فبالقلم كتب هارون الرشيد خليفة المسلمين رسالته الشهيرة إلى نقفور (من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم) ..

وبالقلم أيضاً وقع على إتفاقية من لا يملك لمن لا يستحق وهي سايس بيكو، تلك الاتفاقية التي رسمت مرحلة جديدة في تاريخ ومستقبل المنطقة العربية وادخالها في صراعات ونزاعات و حروب غيرت ملامح ومستقبل الوطن العربي

لنتفق علي أن القلم سلاح ذو حدّين

 فنجد من سخر قلمه لرسالة زائفة بالية أو شهوة فانية أو لذة زائلة ، أو أجر عقله وقلمه لتوجه خبيث مدمر ، وتبعية رخيصة ومخططات مشبوهة ، فما لبث ينشر سموم قلمه ، برواية أو مقال في صحيفة صفراء بالية أو منتدى مشبوه أو غير ذلك !!

 قلمك هو جنتك أو نارك،

هو جنتك إن كان دليلاً على الخير والمنفعة العامة وبالقلم يسطر كلمات النور، ووصايا الهدى، ويمحو بقلمه الجهل والظلم ، وكأنه كالقمر المنير الذي يهدي التائهين في الظلمات،

 والتاريخ أيضاً له قلم سيظل يذكرك ويذكر كل ما دونته وسطرت .. وسيكون حجة لك أو عليك يوم القيامة ، فأحسن كتابة سيرتك الذاتية و تاريخك !!

اذا كان صاحبه عاقل، رصين وفطن سيرتقي به ويسمو إلى أعلى المراتب، ويجعل منه شخصيّة لها صفات مميّزة ، تقتدي بها الأجيال ..

 و علم ينفع به النّاس

فإذا أحسنت مسك القلم وأستخدمته لرسم طريقك في النّضال لمصارعة الحياة فإنّك نجحت وتفوّقت على الصّعاب ..

وإن أسأت مسكه فإنّك ستتوه بين الحروف ويكون شاهد عليك أمام التاريخ وأمام الله ،،،،،،،،

 وهنا يأتي دور العقل الذي يلعب دور المرشد والحكم ليحمي ويبعد الخطر ..

اعجبتني مقولة فقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي رحمه اللَّه :

(إن عمادي هذا القلم، وإنّه لغصن من أغصان الجنّة لمن كان يستحقها، وإنّه لحطبة مُشتعلة من حطب جهنّم لمن كان من أهل جهنّم)،

فهي رسالة مهمة لكل من يمسك القلم و يكتب ،

  قلمك وكلماتك أمانة اما أن تكون سيفاً مصلتاً من أجل نصرة الحق ورفع الظلم ،

او تبعة ثقيلة عليك فاحذر من كلماتك التي يخطها قلمك

اللهم اجعلنا ممن يحسنون استخدام القلم

دكتورة لبني يونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى