منوعات

رمضان عرفة يكتب.. الكراهية تكلف أكثر من الحب 

رمضان عرفة يكتب.. الكراهية تكلف أكثر من الحب 

من كتابه ( فى الحب والحياه ) يقول الدكتور مصطفى محمود ان الكراهية تكلف أكثر من الحب، لأنها إحساس غير طبيعي، إحساس عكسي مثل حركة الأجسام ضد جاذبية الأرض، تحتاج إلى قوة إضافية وتستهلك وقوداً أكثر.

أفضل ما تفعله في حياتك: العفو عن عدوك، والصبر على خصمك، والإخلاص لصديقك، والقدوة الحسنة لطفلك، والإحسان لوالديك، والاحترام لنفسك، والمحبة لجميع الناس..

هذه العبارات المهمة التى وردت فى كتاب الدكتور مصطفى محمود شجعتنى ان اتناول هذا الموضوع من واقع الخبرة الحياتية، فأنت لا تستطيع أن تأخذ الحب إن لم تعطه، ولن تأخذ الاحترام والتقدير أيضا إن لم تقدمه للآخرين. إنها سلسلة تدور، وما تعطيه يرد إليك بالطريقة ذاتها ولو بعد حين. لذلك، في حالة شعورك بأنك تكره بعض الناس، عليك أن تتساءل: لماذا تكرههم؟ هل كرهوك هم أولاً؟ ومن بدأ وكيف بدأت السلسلة؟”.

عليك أن تكون صادقا مع نفسك، فتعترف بالحقيقة كاملة، بهدف تحديد الإجابة عن: أكرههم لأنهم كاذبون، أم لأنهم متنمّرون، أم لأنهم أغنياء وأنا فقير، أم لأنهم سعداء وأنا حزين، أم لأن لديهم عمل وأنا عاطل؟ وغيرها من الأفكار التي تدور في عقلك.

ابحث عن السعادة عن طريق تجاوز المشاعر السلبية المرافقة لبعض المواقف، بغية الوصول إلى مرحلة الهدوء النفسي والطمأنينة وراحة البال، فمن لا يقدّم المحبة للآخرين لا يجني إلا مزيداً من الكره والتعاسة، فالحياة قصيرة، فلنستغلها بمزيد من المحبة والتعاون والتفاهم من أجل حياه أفضل للجميع.

مشاعرنا تنقسم إلى قسمين: مشاعر إيجابية تعود بالخير والوئام على الفرد وعلى المحيطين، ومشاعر سلبية تغرق الفرد في دوامة من السواد تمتد لتبتلع الكون من حوله، والكراهية هي واحدة من هذه المشاعر السلبية التي ما إن وجدت طريقها إلى قلب إنسان حتى قلبت حياته جحيماً، وشغلت تفكيره عن قيم الحق والخير والجمال بالأذية والضرر والتدمير.

هل آذاك شخص ما أو آلمك بطريقة صعبة ووجدت نفسك تقول: “لن أسامحك أبدا”؟ هل شعرت بأن قلبك لا يستطيع نسيان الألم أو الغفران لهذا الشخص؟ إذا كُنت قد جربت هذا الشعور فمؤكد أنك تعرف أن الغضب الذي يعتريك كلما مرّت أمام عينيك ذكرى الشخص أو الموقف مؤلم ومنهك. لذلك، يُقال باستمرار إن التسامح أمر حيوي لصحتنا العقلية ورفاهيتنا النفسية.

فعندما تسامح، فإنك تتخلى عن مشاعر المرارة والاستياء والرغبة في الانتقام، وعندما تنجح في فعل ذلك، فإنك تتجنب استمرار الشعور بالغضب والمرارة والكراهية، وهي مشاعر مُنهكة تُثقل جسدك وأفكارك. حين لا تُحرر هذه المشاعر وتتخلى عنها، فإنها تظل حبيسة بداخلك، ويمكنها أن تُسبب أمراضا جسدية مثل آلام المعدة وارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن تزيد من سوء بعض الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب والقلق.

وخلاصة القول فان التسامح لا يعكس الجبن أو الضعف، ولا يعنى المصالحة مع من تجاوزوا فى حقنا، هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة التي نسجها البعض حول المقصود بالتسامح، فمثلا يرى البعض أن التسامح يعني أن تكون ضعيفا، أو ألا تطالب بالعدالة، أو أن تبرر السلوك البغيض، أو تترك نفسك للمعاملة السيئة دون أن تتخذ أي موقف لوقف هذه المعاملة أو وضع الحدود. هذه التصورات عن التسامح خاطئة تماما، فالتسامح يعني التوقف عن الشعور بالاستياء تجاه شخص ما أو شيء ما، وهو يدل على القوة، لأن الشخص الذي يستطيع القيام به هو شخص يعرف كيفية السيطرة على مشاعره ويستعيد إحساسه بالذات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى