رمضان عرفة يكتب.. اعلموا ان احلامكم قد لبست أكفانها
بعد مرور أكثر من 12 عاما على سقوط جماعة الإخوان المسلمين فى مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013؛ باتت الجماعة في نظر الغالبية مهددة بالزوال الكامل وقد تصعب عودتها لما كانت عليه مرة أخرى، لكن لا يعني ذلك أن (جماعة الإخوان) انتهت إلى الأبد، فهي جماعة تقوم على الفكرة، ولها جانب تنظيمي وسياسي، وهي حالياً تواجه مشاكل سياسية وتنظيمية، وصعوبة في الانتشار بسبب الضربات التي وجهت لها في مصر والدول الأخرى، لكنها لا تواجه مشكلة في البقاء، لأن الأفكار صعب القضاء عليها بسهولة.
اخوان كاذبون وخارج المعادلة:
تواصل جماعة الاخوان المسلمين اعتماد أسلوب التضليل ونشر الأكاذيب وحملات التشويه الممنهجة ضد الدولة المصرية وقيادتها السياسية، في إطار مخططات خبيثة تستهدف ضرب الاستقرار وتقويض مسيرة التنمية، على امل انهيار نظام الحكم فى مصر ويتبع ذلك عودة الجماعة الى العمل السياسى ومن ثم السيطرة من جديد على حكم مصر.
جماعة الإخوان المسلمين حكمت مصر عاما واحدا، ولكن المصريين حكموا على الإخوان بعزلهم واسقاطهم من سدة الحكم، ليس ذلك فقط، بل بعدم عودتهم إلى الحياة السياسية، التي كانوا يُطلون للنّاس من خلالها، وهنا كان الشعب أذكى بكثير من التنظيم ووقف أمام مخططاته وأفكاره.
لقد باتت جماعة الاخوان المسلمين خارج أي معادلة قد تعود بها إلى الحكم مرة أخرى، وهنا نود التاكيد على إن سقوط الإخوان في مصر لم يكن سقوطاً سياسياً، كما يظن الإخوان أنفسهم، حيث الجماعة تصور لنفسها وأتباعها أنها مرت بإخفاق ما، وقد تعود بعده، وهذا غير صحيح، الحقيقي فيه هو سقوط الجماعة، ولكنه لم يكن سقوطاً سياسياً، بل كان سقوطاً أخلاقياً وقيمياً وشعبيا، سقطت أفكار التنظيم قبل أن يسقط التنظيم نفسه، ويبدو إمكان عودته الى السلطة أو الشارع الذي امتلكه في وقت من الأوقات مستحيلاً.
شرخ فى جدار البيت الاخوانى:
لن يستطيع الإخوان المسلمين العودة إلى حكم مصر، فهم ما عادوا قادرين على حكم أنفسهم، ولعل الانقسامات التي يعيشها التنظيم الآن هي خير شاهد على تفكك التنظيم والفكرة معاً، ومن فترة لأخرى، تطفو على السطح خلافات تصل إلى حد التراشق بين تنظيم اخوان لندن وتنظيم اخوان تركيا، وتتحول مواقع التواصل الاجتماعى إلى ساحات معارك، يحشد فيها كل طرف ما يمتلك من مخزون معرفى، لمواجهة الطرف الآخر، فمن الخطأ اختصار ما حدث للجماعة من انقسامات على أنها تفكك للتنظيم، فهي تفكك للفكرة المؤسسة أيضاً، وما حدث للتنظيم هو انعكاس لما حدث للفكرة من تفكك، “تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى”، هم كثير ولكنهم منقسمون على أنفسهم.
التاريخ السياسي للجماعة يكشف بوضوح أنها لم تتوانَ عن استهداف الدولة المصرية ودورها الريادي في المنطقة، وخاصة في دعم القضايا العربية المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهو ما يفسر حجم الهجمات الإعلامية التي تشنها ضد القاهرة ليل نهار.
وعى الشعب فى مواجهة الاكاذيب:
ان وعي الشعب المصري أصبح حائط الصد الذي تتحطم عنده كل محاولات التشويه والإسقاط، وأن المصريين باتوا أكثر إدراكًا لخطورة هذه الجماعة التي لفظها المجتمع منذ ثورة 30 يونيو، ولن تستطيع الجماعة الإرهابية أن تنجح في مخططها الخبيث، لأن الشعب يقف خلف قيادته السياسية، مدركًا حجم التحديات والمؤامرات التي تستهدف الوطن، فالإخوان يسعون بكل الطرق لإثارة الفوضى وزرع الفتن بين أبناء الوطن، عبر حملات تشويه مدفوعة الأجر وأبواق إعلامية مأجورة، ظنًا منهم أنهم قادرون على النيل من مصر، متجاهلين أن الشعب المصري أسقطهم مرة، وقادر على إسقاط أي محاولة لعودتهم أو المساس بوحدته الوطنية.
وما أحوجنا فى هذه الفترة العصيبة من عمر الوطن إلى توحيد الكلمة ونبذ الخلافات والتصدى لمروجى الفتن ومشعلى الحرائق من حولنا.
بقى ان اشير الى ان مصر، بقيادتها السياسية الحكيمة ووعي شعبها العظيم، ستظل عصية على الانهيار، ماضية في حماية أمنها القومي، وداعمة لقضايا الأمة مهما تكررت محاولات التشويه أو تضاعفت الأكاذيب.