د الهام رزق تكتب.. زلزال فى الشارع السياسى
لم يكن إعلان الأحزاب لأسماء مرشحيها في الدوائر الانتخابية اعلانا عاديًا، بل كان بمثابة زلزال سياسي عنيف بقوة تسعة درجات على مقياس ريختر، هزّ الشارع السياسي وأثار جدلاً واسعًا وردود فعل متباينة بين الشارع والمراقبين وحتى بين كوادر تلك الأحزاب نفسها.
فقد جاء الإعلان بعد شهور من الترقب والمشاورات والتحالفات المعقدة والمفاوضات التي جرت خلف الأبواب المغلقة. لكن المفاجآت التي حملتها القوائم النهائية للمرشحين كانت كفيلة بإشعال موجة من الصدمة والانقسام، خصوصًا في بعض الدوائر التي كانت محسوبة على أسماء بعينها، أو حيث تم تهميش وجوه بارزة لصالح أسماء جديدة أو غير معروفة.
العديد من المراقبين وصفوا ما حدث بأنه “زلزال سياسي” بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فالقرارات التي اتخذتها بعض الأحزاب أثارت استياء قواعدها، وفتحت الباب لتكهنات حول صراعات داخلية، وتوازنات جهوية وقبلية، وربما حتى صفقات سياسية لم تخرج إلى العلن بعد.
شارع يغلي ومرشحون على الهامش
في أكثر من دائرة، شهدت مقرات بعض الأحزاب احتجاجات صاخبة من أنصار مرشحين تم استبعادهم دون مبررات واضحة. وذهب البعض لاتهام قيادات الحزب بالاستجابة لضغوط معينة أو خضوعها لاعتبارات غير موضوعية.
في المقابل، رحّب آخرون ببعض الأسماء الجديدة، معتبرين أن التغيير ضروري لضخ دماء جديدة في المشهد السياسي، وأن الوقت قد حان لتجاوز الأسماء التقليدية التي لم تُقدّم شيئًا يُذكر للدوائر التي تمثلها.
قراءة أولية لما بعد الزلزال
المحللون السياسيون يرون أن ما حدث سيؤثر بشكل مباشر على نسب المشاركة في الانتخابات، وربما يُعيد رسم خريطة التحالفات في الأيام المقبلة. فبعض المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ في نيل ترشيح أحزابهم قد يتجهون للترشح مستقلين أو التحالف مع قوى معارضة، مما سيزيد من حدة التنافس في بعض الدوائر.
كما أن هذا “الزلزال” فتح الباب أمام حالة غير مسبوقة من الجدل الإعلامي، والنقاشات الساخنة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث باتت الترشيحات موضوعًا رئيسيًا للرأي العام، وسط تساؤلات حول المعايير التي استُخدمت في الاختيار، ومدى تمثيل هذه القوائم لإرادة القواعد الشعبية.
ختامًا…
إذا كان الزلزال الطبيعي يهز الأرض، فإن هذا الزلزال السياسي هزّ الثقة، وكشف الكثير من الحقائق المسكوت عنها في الحياة الحزبية، وأعاد ترتيب الأوراق في لحظة مفصلية. الأيام القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت، وقد تكون ارتدادات هذا الزلزال أقوى من ضربته الأولى.
زر الذهاب إلى الأعلى