أخبار مصر

خلق لكم من أنفسكم أزواجا 

خلق لكم من أنفسكم أزواجا 

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إن مما شرع الله عز وجل من أسباب السعادة وجبل النفوس عليه هو الإرتباط برباط الزوجية، فإنه من أعظم أسباب السعادة في هذه الحياة وحصول الطمأنينة والسعادة والسكينة، متى تحقق الوئام بين الزوجين وكُتب التوفيق لهما ولذا امتنّ الله تعالى على عباده بهذه النعمة فقال ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ” وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

” الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ” رواه مسلم، وإن بناء الأجيال هو الذخر الحقيقي الباقي لما بعد الموت وهو لذلك يستحق التشجيع والإهتمام أكثر من بناء القصور والمنازل من الحجارة والطين، وحيث إن التربية ليست مسؤولية البيت وحده إذ هناك عوامل أخرى تساهم في تربية الأجيال، وإن الدور التربوي للمرأة المسلمة في تنشئة الجيل الصالح هو حلم يراود كل أم مسلمة تملك الإيمان شغاف قلبها، وتربع حب الله تعالى وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على حنايا نفسها، أن ترى إبنها وقد سلك سبل الرشاد، بعيدا عن متاهات الإنحراف، فيراقب الله تعالي في حركاته وسكناته، وأن تجد فلذة كبدها بطلا يعيد أمجاد أمته، عالما متبحرا في أمور الدين، ومبتكرا كل مباح يسهّل شأن الدنيا، إنها أمنية كل أم مسلمة أن يكون إبنها علما من أعلام الإسلام.

يتمثل أمر الله تعالى في أمور حياته كلها، يتطلع إلى ما عنده عز وجل من الأجر الجزيل، ويعيش بالإسلام وللإسلام، وسيبقي ذلك مجرد حلم للأم التي تظن أن الأمومة تتمثل في الإنجاب، فتجعل دورها لا يتعدى دور آلة التفريخ أو سيبقى رغبات وأماني لأم تجعل همها إشباع معدة ابنها فكأنها قد رضيت أن تجعل مهمتها أشبه بمهمة من يقوم بتسمين العجول وتلك الأم التي تحيط أبناءها بالحب والحنان والتدليل وتلبية كل ما يريدون من مطالب سواء الصالح منها أو الطالح، فهي أول من يكتوي بنار الأهواء التي قد تلتهم ما في جعبتها من مال، وما في قلبها من قيم، وما في ضميرها من أواصر فإذا بابنها يبعثر ثروتها، ويهزأ بالمثل العليا والأخلاق النبيلة، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل، والأم المدللة أول من يتلقى طعنات الإنحراف وأقسى الطعنات تتمثل في عقوق ابنها.

وإن من أهم ما يمكن للأم أن تقدمه لأبنائها هو الإخلاص لله وحده، وإن عليها قبل كل شيء الإخلاص لله وحده، فإحتسبي أختي المؤمنة كل جهد تكدحينه لتربية الأولاد، من سهر مضن، أو معاناة في التوجيه المستمر، أو متابعة الدراسة، أو قيام بأعمال منزلية، فاحتسبي ذلك كله عند الله وحده فهو وحده لا يضيع مثقال ذرة، فلا تجعلي للشيطان سلطانا إن قال أما آن لك أن ترتاحي؟ فالرفاهية والراحة الموقوتة ليست هدفا لمن تجعل هدفها الجنة ونعيمها المقيم، والمسلمة ذات رسالة تؤجر عليها إن أحسنت أداءها، وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم المرأة بخصلتين بقوله ” خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد في صغره، وأدعاه على زوج في ذات يده “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى