منوعات

خطة ترامب لغزة بين الأهداف الإقتصادية والسياسية

خطة ترامب لغزة بين الأهداف الإقتصادية والسياسية

بقلم : يوحنا عزمي

لا يمكن فهم الدوافع والأهداف الحقيقية لخطة الرئيس ترامب لفرض سيطرة أمريكا علي قطاع غزة بتملكه وباخلائه من سكانه الفلسطينيين

إلا أنها المقدمة نحو تنفيذ مشروع الممر الهندي الشرق الاوسطي الكبير الذي سوف تكون غزة حلقة رئيسية مهمة من حلقاته بتسهيلاتها اللوجيستية وموانئها الإستراتيجية التي سوف يجري منها شحن الناقلات البحرية بما سوف يجري تصديره إلي أوروبا بالتنسيق مع الموانئ الإسرائيلية كما هو وارد في اصل هذا المشروع الاقتصادي الدولي العملاق الذي سيكون لأمريكا دور محوري كبير فيه ، فهي صاحبة فكرته وكانت المبادرة باقتراحها لقتل مبادرة الحزام والطريق الصينية وإحباط خطرها الإقتصادي المحتمل عليها وهو ايضا ما سوف يوجه ضربة مميتة إلي قناة السويس التي كانت حتي وقت قريب أهم ممر ملاحي دولي في العالم.

وفي تصوري ان هذا هو الدافع الأكبر والأهم لخطة ترامب الجديدة للاستحواذ الكامل علي غزة ، وهي الخطة التي سوف تحقق إلي جانب دعمها القوي والمباشر لأمن واقتصاد إسرائيل ، أهدافا اخري مهمة كما

سلفت الإشارة ، هذا إلي جانب إيجاد شرق أوسط جديد لا يكون لإيران

دور او اي ثقل مؤثر فيه ، بعزلها وحصارها واستبعادها واغراقها في دوامة

لا تنتهي من أزماتها الإقتصادية والسياسية الداخلية وبالعقوبات الدولية الصارمة الجديدة التي سوف تفرضها امريكا عليها.

فضلا عن مساعدة إسرائيل علي الإسراع بتطبيع علاقاتها مع السعودية

التي تتشارك معها في مشروع الممر البري الشرق اوسطي ، ومع غيرها

من دول المنطقتين الخليجية والعربية .. وهو ما تروج له إدارة ترامب بقوة الآن تحت مظلة السلام الإبراهيمي الذي كان قد بدأ منذ فترة ثم توقف.

هذا قليل من كثير ، لكنها الحقيقة التي بدأت تعلن عن نفسها تدريجيا بكل هذا الوضوح الذي لا يمكن للعين ان تخطئه ، ولا يحتار العقل في فهمه وتفسيره .. ولهذا سوف يتمسك ترامب بخطته في غزة إلي نهاية المدي

مهما كان حجم الثمن المدفوع فيها .. فحقيقتها ابعد واخطر بمراحل مما

قد تبدو عليه هذه الخطة الخبيثة في ظاهرها .. وعلينا ان نربط كل هذه الخيوط المتشابكة ببعضها حتي نفهم حقيقة ما يجري في هذه المنطقة الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى