حوار مع القمص يسطس الأورشليمي عن الرهبنة القبطية في الواحات المصرية تاريخ وآثار
كتبت /منى منصور السيد
القمص يسطس الأورشليمي تحية طيبة قد يستغرب الكثيرون عنوان دراستكم الرهبنة في الواحات المصرية خاصةً في ظل محدودية الوجود المسيحي الحالي هناك هل لنا أن نعرف إلى أي مدى كان الانتشار المسيحي والرهباني في هذه المنطقة الصحراوية
القمص يسطس الأورشليمي هذا الاستغراب مفهوم وهو ما يجعل الناس يظنون أنها قصة الخيال لكن الآثار تؤكد أن المسيحية والرهبنة انتشرتا بشكل واسع جداً في الواحات وتحديداً في الصحراء الغربية منذ القرن الثالث الميلادي لا تكاد تخلو منطقة بقايا دير أو كنيسة أو قلاية ما يشير إلى كثافة رهبانية يمكن مقارنتها بوادي النطرون
متابعةً للنقاش بالنظر إلى أن الرهبنة ازدهرت بعد الاعتراف بالمسيحية ما هي العوامل التي ساعدت على هذا الانتشار الكثيف في الواحات تحديداً
القمص يسطس الأورشليمي الأمر يعود لعدة أسباب أولاً طبيعة الواحات جبال ومغاور كانت بيئة مثالية لمحبي الوحدة والنسك اقتداءً بالسيد المسيح ثانياً موقع الواحات على درب الأربعين التجاري مما أدى لتحويل القلاع والحصون على هذا الدرب إلى أديرة
متسائلًا عن التفاعل إذاً كيف أثر درب الأربعين على الشكل العام والوظيفة التي كانت تقوم بها الأديرة الواحات
القمص يسطس الأورشليمي هذا الموقع فرض نمطاً معيناً كانت الأديرة مقسمة إلى قسمين قسم خاص بحياة الرهبان وعملهم اليدوي وقسم مخصص لاستضافة القوافل العابرة للراحة هذا الجمع بين الروحي والتجاري كان مثالياً إذ تحقق هدف إتمام وصية إطعام الغريب وفي الوقت نفسه تم تأمين احتياجات الرهبان خلال التبادل التجاري
بالانتقال لنظام الرهبنة هل كان الرهبان يفضلون حياة الشركة الجماعية أم الوحدة الفردية الواحات
القمص يسطس الأورشليمي كان هناك توازن بين النوعين كانت هناك أديرة الشركة الباخومية الكبيرة وأديرة المنشوبيات الأصغر التي تتخصص في عمل معين وفي الوقت نفسه كان قرب الجبال والمغاور يشجع على زيادة عدد المتوحدين الذين كانوا يعيشون في عزلة ويزورون الدير المجاور فقط أيام الآحاد والسبوت لأخذ الضروريات الروحية والمعيشية للأسبوع
بالتركيز على الإنتاج ما هي أبرز الحرف اليدوية التي اشتهر بها رهبان الواحات مستغلين البيئة المحلية
القمص يسطس الأورشليمي نظراً لغزارة النخيل كانت صناعة السلال هي الحرفة الأساسية وظلت قائمة حتى زمن قريب ومثال على ذلك الملقون وهي سلة صغيرة بغطاء وهي كلمة يونانية الأصل كما ازدهرت صناعة الحصر نبات السمار وصناعة الفخار حيث ما زالت آثار فاخورة فرن حرق الطين موجودة قرب منطقة البجاوات
مستفسرًا عن الدور التبشيري إلى جانب العبادة والعمل ما الدور الذي لعبته أديرة الواحات في نشر المسيحية خاصةً أنها كانت على تماس مباشر القوافل
القمص يسطس الأورشليمي كان دورهم حيوياً ساهم الرهبان في أعمال النساخة والترجمة وهناك اسم ناسخ مسجل على جدار معبد هيبيس لكن الأهم هو نشر المسيحية خلال التفاعل القوافل التي تعبر درب الأربعين نحو إفريقيا هذا التواصل المباشر جعلهم مركزاً إشعاعياً رغم فقرهم الذي نعرفه قصة إرسال الأموال إليهم الإسكندرية
متسائلًا عن النهاية في الختام ما هي الأسباب التي أدت إلى تلاشي هذا الوجود الرهباني القوي في الواحات
القمص يسطس الأورشليمي أهم سبب كان فرض الضرائب الجائرة على الرهبان وعلى محصول النخيل في أوائل القرن الثامن مما أدى لتناقص أعدادهم أضف إلى ذلك الغزوات المتكررة الغرب والجنوب التي استهدفت الرهبان كحلقة أضعف وأخيراً كان لتغيرات الطبيعة دورها حيث ردمت الكثبان الرملية المتحركة العديد الأديرة وطمرت عيون المياه مما قضى على مقومات الحياة
شكراً جزيلاً القمص يسطس الأورشليمي على هذه الرحلة التاريخية الهامة
زر الذهاب إلى الأعلى