تحقيق النجاح في تربية الأبناء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله أفضل البشر أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعه وسار على نهجه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد إن من الوسائل التي نسلكها لتحقيق النجاح في تربية الأبناء هو المراقبة والملاحظة حيث ينبغي ألا يغفل الوالد عن ولده، بل يلاحظهُ ويراقبه دون أن يشعر الولد، سواء كان الولد ابنا أو بنتا، فيراقب ذهابهُ للمدرسة ورجوعه منها، ويراقب كتبه ومكتبته، وأدراجه وغير ذلك، وليكن هذا بشكل سري جدا ولا أقصد بالمراقبة أن تكون مجهرا على تصرفاتهما، ولكن المطلوب هو عدم الغفلة وأيضا أن تكون المراقبة من بعد دون أن يشعر الولد بهذا.
وكما أن من الوسائل التي نسلكها لتحقيق النجاح في تربية الأبناء هو التحذير فيحذره من المعاصي على مختلف أنواعها التي يمكن أن يقع فيها، ويحذره من الشر وأهله، وأسباب الوقوع فيه، وأساليب أهله في إيقاع غيرهم فيه، كأن يحذر ابنته عندما تسمع معاكسا أن ترد عليه، أو أن تفتح له مجالا ليكلمها، بل تعلم أن تغلق السماعة مباشرة، وكما أن من الوسائل التي نسلكها لتحقيق النجاح في تربية الأبناء هو التلقين بأن يلقنه مثلا السور من القرآن، وبعض الأحاديث والأدعية والأذكار، وماذا يقول لوالديه إذا رآهما؟ وماذا يقول للضيف إذا قدم وهكذا؟ وكذلك التعويد وهو أن يعوده على ما يريد يعوده أنه يبكر إلى الصلاة، ويعوده على أن يوم الاثنين يصام، ويعوده مثلا على القيام قبل الفجر ولو قليلا، وكذلك يعوده على أنة يقرأ القرآن يوميا وهكذا.
وكما أن من الوسائل التي نسلكها لتحقيق النجاح في تربية الأبناء هو الترغيب والترهيب بأن يشجعه أحيانا بالكلمة الطيبة، وبالهدية أحيانا وقد يلجأُ إلى ترهيبه وإخافته من فعل شيء أو ترك شيء، وكما أن من الوسائل التي نسلكها لتحقيق النجاح في تربية الأبناء هو الموعظة يعظه بأسلوب جيد، كأن يبدأ بالاستعطاف مثل قول يا بني ويا بنتي، وربما يقص عليه قصة فيها عبرة وعظة، وربما يستعمل معه السؤال والجواب كأن يقول ألا تريد الجنة، ألا تخاف من النار، ويمكنه أن يغتنم المناسبات، ويستفيد من المواقف، كأن يرى زحاما شديدا فيذكره بالقيامة، أو يراه فرحا بنتيجة الإمتحان فيقول له مثلا وإن شاء الله ستفرح في الآخرة أيضا مادمت تطيع الله، وهكذا وينبغي الإقتصاد في الموعظة وعدم الإكثار منها لئلا يملّ الولد.
وكما أن من الوسائل التي نسلكها لتحقيق النجاح في تربية الأبناء هو القراءة سواء تقرأ عليه وعلى الأسرة شيئا مفيدا من مثل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح، أو بعض القصص المفيدة ونحو ذلك، أو هو يقرأُ بتشجيع منك، وتوفير للكتب، وكذلك زرع مراقبة الله تعالي في نفسه حتى يشعر أن عليه رقيبا في كل أحواله، وبهذا يعمل العمل الجميل ولو لم تره، ويتجنب العمل القبيح ولو لم تره، وكما أن من الوسائل التي نسلكها لتحقيق النجاح في تربية الأبناء هو العقوبة وقد يلجأُ إليها المربي بعد أن يستنفد التوجيه والإرشاد والوعظ والهجر، وهذا الضرب يراعى فيه التدرج من الأخف إلى الأشد، وأن لا يعامل الولد دائما بالعقوبة، وألا يعاقب من أول زلة، وألا يجعل عقوبات الأخطاء متساوية مع إختلاف الأخطاء صغرا وكبرا.
بل لابد أن تختلف العقوبة من خطأ لآخر، ثم يتجنب المواضع الخطرة، كالرأس والوجه، وأيضا لا يوكل مهمة الضرب لغيره كأن يجعل أخاه الأكبر هو الذي يضربه، لأن هذا يزرع بينهم العداوة والبغضاء، ثم إذا إستقام الولد على الطريق فليلزم أن يبسط له الوالد، ويهش له ويتلطف معه ولا يستمر على غضبه عليه، وأيضا معرفة طبيعة المراهق، وكيفية التعامل معه.