بندوة بالرياض.. نسرين الرفاعي: السوشيال ميديا أعادت تشكيل مجتمعاتنا وعلينا مسؤولية حماية الهوية
كتب: أحمد زينهم
حذرت صانعة المحتوى البارزة على “سناب شات”، نسرين الرفاعي، من أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت “سلاحاً ذا حدين” يمتلك القوة لإعادة تشكيل المجتمعات العربية، مؤكدة أن على “صناع المحتوى” مسؤولية أخلاقية مباشرة في توجيه هذا التأثير بشكل إيجابي.
جاء ذلك خلال مشاركتها في ندوة متخصصة بعنوان “الإعلام الجديد وأثره على النسيج الاجتماعي”، التي عُقدت مساء أمس في العاصمة الرياض، بمشاركة عدد من الأكاديميين والمتخصصين في علم الاجتماع الرقمي.
وفي كلمتها، أوضحت الرفاعي أن السوشيال ميديا نجحت في كسر حواجز كثيرة وخلقت فرصاً هائلة للشباب.
وقالت نسرين الرفاعي: “لا يمكن لأحد أن ينكر فضل هذه المنصات في تقريب المسافات، وإعطاء صوت لمن لا صوت له، وفتح آفاق اقتصادية وإبداعية غير مسبوقة للشباب العربي، لقد حولت أفراداً عاديين إلى رواد أعمال ومصادر إلهام”.
واستدركت قائلة: “لكن في المقابل، نواجه تحدياً كبيراً، هذا الانفتاح الهائل جلب معه ضغوطاً اجتماعية، ومقارنات غير واقعية، وسباقاً نحو ‘المثالية’ المزيفة التي تضغط على الأجيال الجديدة، فضلاً عن سرعة انتشار الشائعات التي قد تؤثر على استقرار الأسر والمجتمعات”.
وشددت الرفاعي على أن المؤثرين يقع على عاتقهم الجزء الأكبر من المسؤولية لكونهم في واجهة هذا التغيير.
وأضافت: “نحن كصناع محتوى، لسنا مجرد ناقلين لليوميات، بل أصبحنا جزءاً من عملية بناء الوعي، الجمهور يثق بنا، وهذه الثقة أمانة، علينا مسؤولية أخلاقية في تقديم محتوى يحترم ثقافتنا وهويتنا العربية، ويعزز القيم الإيجابية، بدلاً من الانجراف الأعمى خلف ‘الترند’ العالمي الذي قد لا يناسب مجتمعاتنا”.
واختتمت الرفاعي كلمتها بالدعوة إلى ضرورة تعزيز “الوعي الرقمي” بدءاً من الأسرة، مؤكدة أن الحل لا يكمن في “المنع” بل في “التوجيه والحوار” لخلق جيل واعٍ قادر على الاستفادة من إيجابيات التكنولوجي
ا وتجنب سلبياتها.
