منوعات

امرأة كانت تصحح لكبار الصحابة والعلماء

امرأة كانت تصحح لكبار الصحابة والعلماء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا مـن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لاند له ولا شبيه ولا كفء ولا مثل ولانظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحة للعالمين وحجة على العباد أجمعين وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ما ذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار فهو صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر و طاف بالبيت الحرام، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن أمهات المؤمنين وكان من بينهم أم المؤمنين.

السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهن أجمعين، فقد كان الصحابة يستفتونها في الأمور التي لا يستطيعون إتخاذ الرأي بشأنها، كما كانت تصحح لكبار الصحابة والعلماء الآيات والأحكام والأحاديث وتوضح لهم ما خفي عنهم، ومن أمثلة ذلك رجوع أبو هريرة رضي الله عنه عما يرويه عن الفضل ابن عباس أن من أدركه الفجر وهو جنب فلا يصم فلما سألت في ذلك عائشة وأم سلمة قالت ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم” وعندما علم أبو هريرة رضي الله عنه بذلك قال هما أعلم ورد ما كان يقول في ذلك، وكانت حجرتها المباركة تعد مدرسة يختلف إليها طلاب العلم والمعرفة الذين وفدوا من مختلف الأقطار لينهلوا من هذا النبع الغزيز من العلم والمعرفة وكانت تحجب عن الطلاب غير المحار، كما كانت لا تفتي إلا بوجود الدليل.

من الكتاب والسنة، وتعد السيدة عائشة رضي الله عنها من كبار حفاظ السنة النبوية الشريفة وقد وضعها المحققون في المرتبة الخامسة في حفظ الأحاديث وروايتها بعد أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالك وابن عباس رضي الله عنهم، ولكنها تنفرد دونهم بميزة هامة وهي أنها كانت تروي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة ولم تنقلها عن أحد، ولذلك فقد روت أحاديث لم يروها غيرها، بذلك حفظت لنا جزءاً كبيراً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته في بيته، وكان كبار الحفاظ يذهبون إلى حجرتها حتى يتحققوا من صحة الأحاديث وقوتها، وكانوا إذا اختلفوا في شيء احتكموا إليها وعملوا برأيها، ويقول أبو سلمة بن عبدالرحمن عن علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ” ما رأيت أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقه في رأي إذا إحتيج إليه.

ولا أعلم بآية فيم نزلت ولا فريضة من عائشة ” فكانت رضي الله عنها زعيمة الآخذين بناصر المرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين، وتروي أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار، سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض، فعلمها كيف تغتسل، ثم قال لها خذي فرصة ممسكة، أي قطعة من القطن بها أثر الطيب فتطهري بها، قالت كيف أتطهر بها؟ قال تطهري بها، قالت كيف يا رسول الله أتطهر بها؟ فقال لها سبحان الله تطهري بها، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها فإجتذبتها من يدها، فقلت ضعيها في مكان كذا وكذا، وتتبعي بها أثر الدم،

وصرحت لها بالمكان الذي تضعها فيه، وفي حديث السيدة أم سلمة رضي الله عنها قالت جاءت أم سليم زوج أبي طلحة رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم نعم إذا رأت الماء ” فقالت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها لقد فضحت النساء، ويحك أوا تحتلم المرأة؟ فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ” إذن فبما يشب

هها ولدها؟”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى