المرأة تبحث عن حريتها من قيود المجتمع الأبوي
كتبت د ليلي الهمامي
 أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن
في ظلال مجتمع عربي أبوي، تتحول المرأة إلى مجرد سلعة تُقَيّم بناءً على جسدها، بينما يُعفى الرجل من نفس النظرة النقدية، وكأنه حرٌّ بلا حدود.
نشاهد هذا كل يوم في التعليقات على صورة امرأة عادية ملحقة بتحديثة، وصورة رجل ملحقة بنفس موضوع التحديثة بأقل قيمة ثقافية وعلمية وجمالية… المرأة توضع تحت المجهر وتحت محك النقد اللاذع والسخرية والتنمر والتجريح… والرجل يمر مرور الماء والهواء…
هذه الرؤية ليست سوى انعكاسا لعقلية مُسَيَّسة تهدف إلى تقييد حرية المرأة في مجتمعاتنا وإسكات صوتها… محاولة لفرض سيطرة ثقافية تُعيد إنتاج نفسها، وتُجَسِّد أزمة أعمق في السلطة الأبوية التي ما زالت تُسيطر على مجتمعاتنا.
هؤلاء الذين يتبنون هذه الأفكار لا يُخفون معاناتهم النفسية فحسب، بل يكشفون عن خوف دفين من تحرر المرأة تماما وسيطرتها على جسدها وحياتها.
المرأة ليست سلعة تُعرض وتُشترى، بل هي إنسان له الحق في الحرية والكرامة. عندما يُنظر إليها كجسد فقط، يُصبح المجتمع أسيرًا لتلك العقلية الأبوية التي تُهدد وجودها ككيان مستقل. هذه النظرة ليست مجرد انعكاس للثقافة السائدة، بل هي محاولة لتكريس السلطة الذكورية على حساب إنسانية المرأة.
هذه دعوة لاستعادة الحق في الوجود والحرية، بعيدًا عن قيود المجتمع الأبوي.
د. ليلى الهمامي.
			
		 
				
		
		
	
	
	
	
 
	
	
	
	  
		
		
		
			
			زر الذهاب إلى الأعلى