منوعات

العدل في العطاء وفي الرعاية وفيالمعاملة

العدل في العطاء وفي الرعاية وفيالمعاملة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا، ودبر عباده على ما تقتضيه حكمته وكان بهم لطيفا خبيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وكان على كل شيء قديرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة وبشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، وإن من الحقوق الواجبه للأبناء هو حق الحماية من المخاطر والآفات، فعلى الوالدين رعاية الطفل في سلوكه ومراقبة حركاته وخطواته ومنعه من كل تصرف يفضي به إلى ما يضره ويؤذيه، وقد جعل القرآن الكريم من مقاصد القتال في سبيل الله تعالي.

هو دفع الضرر والأذى عن الأطفال وغيرهم من العجزة والضعفاء، فقال الله عز وجل ” ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان” ويقول النبي صلى الله عليه و سلم ” إذا استجنح الليل فلفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ ” رواه البخاري ومسلم، والشياطين شرار الخلق من الإنس والجن وكلهم ينتشرون في الطرق إذا أظلم الليل، وشرار الإنس أشد ضررا على الأطفال من شرار الجن، ومن شدة حرص الإسلام على تحصين الطفل من شرور الشياطين أمر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم الرجل أن يتعوذ لولده من الشيطان قبل أن يقذف نطفة في بطن أمه، فقال صلى الله عليه وسلم ” لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فقدر بينهما ولد لم يضره شيطان أبدا ” رواه البخاري و مسلم.

وكما أن من الحقوق الواجبه للأبناء هو حق الطفل في عدل والديه فإذا كان للوالدين أكثر من ولد، ذكورا وإناثا كان من حق الأولاد عليهما أن يعدلا بين أولادهما في العطاء وفي الرعاية وفي المعاملة، دون تمييز بين الأبناء ولا تفضيل لأحدهم على الآخر لأن سلوك الوالدين هذا يسيء إلى الأولاد ويوقع بينهم التحاسد والتباغض ويحملهم على عقوق والديهم والتمرد عليهم وقد يفضي بهم إلى الانحراف وسلوك سبيل الزيغ والعدوانية، وقد قص الله عز وجل في كتابه الكريم قصة يوسف وما لاقاه هو وأبوه من الهم والحزن وما وقع فيه إخوة نبي الله يوسف عليه السلام من السعي في الإضرار بأخيهم من جراء فعل يعقوب عليه السلام الذي كان يظهر حبه لإبنه يوسف ويخصه بالرعاية والإهتمام دون بقية إخوته مما حملهم على بغض أخيهم يوسف عليه السلام.

وسعيهم في التخلص منه وإبعاده عن أبيهم، كما قال عنهم الله سبحانه وتعالي ” إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ” وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن بشيرا جاء إلى النبي المصطفي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إني نحلت إبني هذا غلاما كان لي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” أكل ولدك نحلت مثل هذا قال لا فقال أرجعه، إتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ” رواه البخاري ومسلم” وفي رواية للإمام أحمد ” أن لأبنائك عليك من الحق أن تعدل بينهم “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى