أخبار مصر

الشرق الأوسط الجديد بين الصراع والتحول

الشرق الأوسط الجديد بين الصراع والتحول

بقلم : يوحنا عزمي 

الشرق الأوسط الذي يخطط الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته بتوجهاتها وتحيزاتها الصهيونية المتطرفة ، مع نتنياهو وحكومته العنصرية الإرهابية لتغييره والدفع به في مسارات أخري غير تلك التي تتحرك فيها أوضاعه وعلاقاته الآن.

هذا الشرق الأوسط الجديد طبقا لمفاهيمهم ورؤاهم ومعاييرهم التي

توافق الطرفان الأمريكي والإسرائيلي عليها ، ويمضيان قدما في إعداد الخطط المتعلقة بترجمتها إلي حقائق علي أرض الواقع ، لا نعرف شيئا

عن طبيعته او معالمه او التوزيع الذي يعدانه معا لمعادلات القوة ولانماط العلاقات الإقليمية فيه ، ولا لمن سوف تكون الهيمنة علي مراكز اتخاذ القرارات الإستراتيجية فيه ، فكل هذه التساؤلات الحائرة تظل بلا ردود حاسمة عليها بعد وهو ما يثير بشأنها سلسلة طويلة لا تنتهي من التكهنات والمراهنات التي قد يخيب الكثير منها بفعل ضغوط الواقع وتحدياته في هذه البؤرة الساخنة بل المتفجرة من العالم.

فهناك المنطقة العربية بدولها مجتمعة من خليجية وغير خليجية والتي تشكل العمود الفقري ومركز الثقل الضارب في الشرق الأوسط بحكم ما تحوزه من طاقات وقدرات وموارد اقتصادية ومالية ونفطية هائلة ، ومن أهمية جيوسياسية فريدة ومتميزة ، وهي رقم كبير يحسب له حسابه في اي معادلة سياسية شرق اوسطية ، وهناك تركيا باهميتها الإستراتيجية الكبيرة هي الأخري وبحضورها القوي في دفاعات واستراتيجيات الناتو وبعلاقاتها القوية مع مراكز اتخاذ القرار في كافة الدول الكبري في العالم

كما أنها رقم كبير في كل الصراعات والأزمات الشرق أوسطية مما يجعلها قوة إقليمية عظمي ، واحد أعمدة الإستقرار السياسي والتوازن الأمني المهمة في الشرق الأوسط بلا نزاع ، وهناك إيران بمشروعها الإقليمي الذي لا اتصور انها سوف تتخلي عنه حتي وان منيت ببعض الانتكاسات المؤقتة التي قد تعرقل تحركاتها لفترة من الوقت ، لكنها سوف تواصل التحرك في نفس المسار الذي تري فيه خط دفاعها الأول عن أمنها المهدد من إسرائيل والغرب فهي مع فتح المزيد من الجبهات وخطوط المواجهة واشعال ما يمكن اشعاله من بؤر الصراع المسلح في كل مكان في الشرق الأوسط حتي وان تظاهرت بغير ذلك للتهرب من تحمل المسئولية عنه.

وفوق هذا كله ط يقف الشرق الأوسط الآن علي حافة إنفجار خطير

بحروبه المشتعلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي السودان الذي يقترب من الانهيار والسقوط كدولة قابلة للحياة ، وبازماته الخانقة والمزمنة في ليبيا واليمن والصومال ، وبالاوضاع السياسية القلقة والمتارجحة في سوريا ولبنان ، وهناك أزمة العلاقات المغربية الجزائرية التي تفاقم بدورها من حدة التوترات في الشرق الأوسط وتضفي المزيد من التعقيد علي علاقاته وترفع من الإحتمالات في كل إتجاه .. بما فيها اسوأها علي الإطلاق.

الخريطة الشرق أوسطية تبدو حاليا وباجماع آراء المحللين السياسيين الدوليين ، وانا علي ثقة من ذلك ، في اسوأ حالاتها واكثرها مدعاة للتشاؤم فأين سوف يكون الشرق الأوسط الجديد الذي يروجون لفكرته حاليا وبلا كلل في كل من واشنطن وتل أبيب ، من كل هذا الذي ذكرناه وغيره مما لم نأتي علي ذكره في هذا المقال حول هذا الموضوع الخطير ؟.

وكيف سيتغير الواقع في هذه المنطقة نحو الافضل كما يزعمون هناك

علي الرغم من رفض كل تلك القوي الإقليمية الرئيسية المهمة لنظام شرق أوسطي يكون معظم الدور فيه لاسرائيل ، ولا يكون لها دور مهم فيه.؟

وما هي مصلحتها في ان تسمح بقيامه إذا ما كانت هي اكثر الغارمين فيه والمتضررين منه ؟. وهل ستذعن وتقبل تحت الضغط والتهديد ؟.. ام أنها سوف تقاوم وتعترض وتستخدم حقها في دفع هذا الخطر عنها بكل الوسائل الممكنة ، وليدخل الشرق الاوسط بفعل كل هذا الشد والجذب العنيف مرحلة جديدة ، ليست نحو السلام والهدوء والاستقرار، وانما نحو مزيد من الفوضي والعنف المسلح والصراع والإرهاب ؟ وايهما سوف يكون الأقرب لأن يحدث في الواقع إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة واصبحنا أمام بؤر ساخنة جديدة لا نعرفها الآن ؟.

ومرة اخري وليست اخيرة ، الشرق الاوسط الجديد : ماذا يعني وإلي اين ؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان ننشغل به ، وان نبحث عن اجابة مناسبة عليه وارجو ان اكون قد فتحت الطريق نحو مزيد من الحوار وتبادل الافكار والآراء .. وسوف ابقي في الانتظار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى