منوعات

الجهاد أفضل الأعمال

الجهاد أفضل الأعمال

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد إن وحدتنا العربية هي وحدة الإيمان وآصرتنا آصرة الإسلام حيث قال الله تعالى “إنما المؤمنون إخوة” ويقول الحق سبحانه وتعالى “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض” ويخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، عن تلاحمنا فيقول صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” والله سبحانه وتعالى، يخاطبنا خطاب الأمة الواحدة.

فيقول سبحانه ” وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون” وهكذا نجد أن هذه المعاني كلها هي التي ينبغي أن نعرف بها أنفسنا، ونحن أعظم ونحن أفضل، ونحن أخيّر من كل من في هذه الأرض، نعلم ذلك وإن فقدنا شيئا من أسباب المادة وإن فقدنا كثيرا من أسباب القوة، فإن قوة الحق واليقين وقوة الإعتصام بالكتاب والسنة وقوة الإلتجاء بالله سبحانه وتعالى، هى أعظم من كل ذلك، وإن الفرق بين الجهاد والإرهاب، فإن الجهاد في سبيل الله من أفضل ما تقرب به المتقربون، وتنافس فيه المتنافسون، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من إعلاء كلمة الله ونصر دينه، ونصر عباده المؤمنين، وقمع الظالمين والمنافقين الذين يصدون الناس عن سبيله ويقفون في طريقه، ولما يترتب عليه أيضا من إخراج العباد من ظلمات الشرك إلى أنوار التوحيد، ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام.

وغير ذلك من المصالح التي تخص المؤمنين، وتعم الخلائق أجمعين، وقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله ” والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب وإما باللسان وإما بالمال، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ” والجهاد منه ما هو باليد، ومنه ما هو بالقلب، والدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة، فيجب بغاية ما يمكن ” وقال العز بن عبدالسلام رحمه الله ” لما بذل الشهداء أنفسهم من أجل الله، أبدلهم الله حياة خيرا من حياتهم التي بذلوها، وجعلهم جيرانه، يبيتون تحت عرشه، ويسرحون من الجنة حيث شاءوا، لما ان قطعت آثارهم من السروح في الدنيا ” وقد قال ابن دقيق العيد رحمه الله ” الجهاد أفضل الأعمال، لأنه وسيلة إلى إعلان الدين ونشره، وإخماد الكفر ودحضه، ففضيلته بحسب فضيلة ذلك والله أعلم”

وليعلم أن الفضل الوارد في القرآن الكريم وفى السنه النبوية الشريفة لا يكون إلا لمن قاتل لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه، فقد روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال صلى الله عليه وسلم ” من يقاتل لتكون كلمة الله هى العليا، فهو فى سبيل الله ” وقد أخبر الله سبحانه وتعالى، أنه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، وقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم ” ومن أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب أي هلم” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فسبعمائة ” وقد وذكر الإمام ابن ماجه عنه صلى الله عليه وسلم قال.

” من أرسل بنفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غارما في غرمه، أو مكاتبا في رقبته، أظله الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى