الإهتمام بأغراض الأبناء الشخصية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة القوي الجبار، شديد العقاب وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، رب الأرباب ومسبب الأسباب وقاهر الصلاب وخالق خلقه من تراب قاصم الجبابرة وقاهر الفراعنة والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعباد، ليبين لهم الحلال والحرام وليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أما بعد إن من الخطوات الهامة التي بها نجعل من أبنائنا قياديين ناجحين هي أن نخصص وقتا نجلس فيه مع أبنائنا نتحدث عن هذا الموضوع بمواقف وقصص، وأن نوجه طاقاتهم وحيويتهم في أعمال قيادية، مثل الإهتمام بأغراضهم الشخصية وترتيبها والإعتناء به، وكذلك وقفة مع الذات وأعني بها فحص شخصية الأبناء، وتنمية الجوانب والإستعدادات القيادية عندهم، مثل القدرة على الحوار والجرأة في العرض.
وكما ينبغي علينا أن نعرض لهم نماذج قيادية قديمة وحديثة رمزية وواقعية حتى يتأسوا به، وأن يحمل بعض المسئوليات مثل شراء بعض الحاجيات وتنظيف جزء من المنزل تعليم أحد إخوته، وأيضا تحويل المواقف الحياتية اليومية إلى مجموعة من الآليات يحفظها الأبناء مثال إذا أردت أن تسأل فعليك أن تبتسم ثم تطلب الإذن ثم تطرح الموضوع، ومثال آخر إذا أردت الخروج فعليك أن تطلب الإذن، وحدد المكان والوقت والأشخاص ووسيلة المواصلات وموعد العودة، وكذلك أيضا الصحبة واللقاءات اليومية فلقاء الناجحين يجعله يجعله ناجحا ولقاء المبدعين يجعله مبدعا ولقاء القياديين يجعله قائد، وكما عليك أن تجعل جو البيت جو منافسة، فالشباب يجب التحدي والقائد متحدي أكبر، فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من يجاهرهم بالقرآن؟
فقد بادر القائد الصحابي عبد الله ين مسعود رضي الله عنه وقال أنا يا رسول الله فأبلى بلاء حسنا” فكان هذا أسلوبا راقيا من الرسول صلى الله عليه وسلم يحفز به كبار الصحابة والشباب أكثر تحفزا من الراشدين عند التحدي، وكما عليك أن تعين إبنك على تحديد الأهداف من خلال عمل جدول أسبوعي يلتزم به الشاب حتى يكون وقته منظما ومنجز، وليكن إبنك حرا وأعني بها أن يعطى فرصة في مواقف مقصودة ليتخذ القرار ويتحمل مسؤوليته، إما بكلمة نعم أو كلمة لا أو كلمة مهلة للتفكير، وكما عليك أن تشجّعه وشاركه مواقف القيادة، فكن تارة قائدا وجنديا تارة أخرى، وكما عليك أن تبين أن من السمات القيادية صلابة العود، وهي قدرة الشاب على التحمل والصبر والإصرار على الحق عندما تكون عقيدة أو فكرة ناجحة أو وسيلة مبدعة.
فنحن نريد من أبنائنا أن تكون لهم آراء خاصة قوية نتبناها نحن كأولياء أمور قبل الآخرين حتى نقوي هذا الجانب من القيادة عند أبنائنا، وهذا الجانب قد يظهر لنا شيئا من العناد أو المخالفة أو الحركة الزائدة في حالة عدم إستعدادنا لتقبلهم فنستخدم الضرب أو العقوبة لإسكاتهم، فإن كان هذا هو المقصود فهذا مرفوض تمام، لا يقبل شرعا لأنه ظلم ولا عرفا لأنه هدم، وإنما الضرب كوسيلة تربوية فهي مقبولة عند الحاجة لها مثال النظام الإسلامي والقوانين الوضعية جعلت هناك عقوبات تبدأ بالتعذير كالحبس في البيت إلى عقوبة الإعدام لمن يتسبب بالضرر المباشر بذاته أو غيره، فلا مانع عندي لإستخدام الضرب إذا تعمد الأبناء إيذاء الذات أو الآخرين قطعا أن نستخدم الضرب كمنهج تربوي أي أن يكون الطفل مميزا واعيا، وأن يكون الضارب عاقلا متزنا.
وعدد الضربات لا تتعدى العشرة في الجولة الواحدة في أماكن كالفخذ لا يأتي بمكروه كالجرح أو الكسر لأنه موقف تعليمي يحسس من خلاله الطفل بخطئه الكبير حتى لا يعود إليه ثم نجلس معه نبين له سبب العقوبة حبا له ونطرح البديل الذي من خلاله يستطيع أن يتلافى هذا الموقف، ويفضل في هذه الجلسة التربوية أن نستمع فيها إلى رأي الطفل، وهذا الأمر هو ليس من عندي ولكنه إستشفاف من هدي الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم ومعالجة أصحابه الكرام رضي الله عنهم لبعض المواقف التربوية، وهذا الأمر الذي أسلفناه مشروط بتحديد نوع العقوبة سواء كانت ضربا أو غيرها مسبقا لأن ضرب الفجأة لا يعلّم ولا يربي، ولكنه يضر به وبها ونبين أن الكلمة الطيبة أولى والمتابعة الواعية أجدى والمشاركة والتربية الحسنة أنجى.
ودون شك ممارسة الأنشطة والبرامج القتالية هي منهج أصيل تبنته جميع الحضارات السابقة مع فارق التشبيه بينها وبين ما أمر به الله عز وجل فقد قال الله عز وجل ” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل” وهذه هي مكملات الشخصية القيادية، حيث يتعلم الرجولة والقوة والقيادة من خلال ركوب الخيل والجمال، وضرب السيف، ورمي النبل والسهام فتنمي في النفس الشجاعة والإقدام بجرأة واعية على الحياة، كما إننا نشجع ممارسة ألعاب الفروسية بدلا من كلمة القتالية وإن كانت تشملها، ولكن أشترط أن تخلو من الشبه والإقتداء بغير المسلمين، وممارسة طقوس وحركات ليس لها علاقة بدين الإسلام، وأن تكون مشاركا له أو في حضرة قدوة طيبة حتى تلازم هذه التدريبات والتمرينات الكلمات الطيبات.