منوعات

إياكم وأمراض الصراع النفسي

إياكم وأمراض الصراع النفسي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم أما بعد عندما يحقق الإنسان الإكتشاف الذاتي لنفسه فإنه سيصل إلى الأجزاء الناقصة في علاقته مع ربه ويبدأ بعملية البناء لكي ينهض ببناء أقوي، بمعنى أنني مثلا قد أجد عندي نقصا في حفظ القرآن الكريم مما يعني بسبب معرفتي بنفسي وعلاقتي الصادقة معها سيكون لزام علي أن أحسن هذا الجانب، أيضا عندما أشعر بنقص في عدد مرات الإستغفار اليومية سيكون لزاما علي أن أزيدها لأنني أعلم الداء وبيدي أصبح الدواء، وكذلك ينطبق الأمر على قيام الليل وقراءة القرآن.

وهذا من الناحية التعبدية، أما من ناحية أخرى، فإنك مثلا بعد أن إكتشفت نفسك وجدت أنك تميل يإتجاه العلم في المجال الهندسي مثلا، فلذلك سوف ينصب إهتمامك على الإبداع في هذا المجال لأنك صاحب رسالة وفي نيتك أنك تعبد رب الأرباب بسعيك إلى خدمة الإسلام في مجالك هذا، وهكذا في العديد في الأمور الحياتية، وإياكم وأمراض ضغط الدم، أو الذبحة الصدرية، أو الإحتشاء القلبي ومن ثم الوفاة، فإنها نهاية مأساوية لإنسان القرن العشرين، ولكن لماذا كل ذلك؟ فهو من أجل نقاش حاد أو من أجل مأزق معين أو من أجل صراع في الشركة بين المدراء أو من أجلأمور ديوية لا تساوي أمام صحة الإنسان أي شيء، وهذه هي المأساة، فتخيل عدد العضلات التي تقوم أنت بإرهاقها عندما تنتابك نوبة توتر، فهي شد في عضلات الرقبة، والصداع، وظهور العقد في الجبين.

وتصلب في عضلات الرقبة، وشد في عضلات الفكين، وإنحناء الكتفين، وشد في العضلات الخلفية، ووجع معدي، وبشكل تلقائي يتم جذب الساعدين إلى منطقة البطن مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس نتيجة الضغط على الحاجب الحاجز، ولهذه العضلات الحق في أن تشكيك لربها، وهذا بالطبع غير المشاكل الداخلية كالصداع وخفقان القلب السريع والإسهال وعسر الهضم والإمساك والأرق والتعب والتفشش بالأكل وضعف الذاكرة وجفاف الفم وعدم القدرة على التركيز والأيدي الباردة وغيرها الكثير، ولكن لماذا كل هذا يا أخي الكريم؟ فإن الدنيا لا تساوي شيء، ولا تساوي أن تفقد صحتك، واعلم أنه سيساعدك إكتشافك لذاتك على تطوير مقدرتك النفسية على مقاومة التوتر والقلق والإكتئاب، وعندما تستوعب وتدرك بأنه يجب عليك أن تعيش في حدود يومك فقط.

فهذا يعني عدم إشغال نفسك بأمور تريد أنت أن تستبق أحداثها، وحاول إسعاد نفسك الآن، ولا تهتم بشأن البحث الذي سوف تلقيه غدا مثلا، وكل ما يجب عليك هو أن تخصص له وقتا معينا وكفى، ولكن بتطبيق نظرية التوازن لا أقول بمنعك عن التفكير بالمستقبل لأنه من حقك التفكير بذلك المجهول ولكن لا تدع الأمر يتجاوز حده ووقته، وحاول أن تبتسم الآن، وإذا كان لديك ظروف عجيبة تمنعك عن التأقلم معها، فعليك أن تقف أو تركض بعيدا أم إنك تشعر بقوة التحدي وتتحدى الظروف، أو عليك أن تصنع من الليمون شرابا حلو المذاق حتي تهدأ، فاللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعنه على البر والتقوى وسدده في أقواله وأعماله وألبسه ثوب الصحة والعافية وارزقه البطانة الصالحة الناصحة، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وإتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة ورأفة على عبادك المؤمنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى