منوعات

أيام الرحمة والمغفرة متواصلة لم تنقطع بعد

أيام الرحمة والمغفرة متواصلة لم تنقطع بعد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رفع السماء بلا عماد، وبسط الأرض فكانت نعم المهاد، أحمده جل شأنه وأشكره أتم نعمته على العباد، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له إليه المرجع والمعاد وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى الآل والصحب الأمجاد، وعلى من سار على درب الهدى يبتغي الرشاد أما بعد أيها المسلمون، بالأمس القريب وقف حجاج بيت الله الحرام، على عرفات الله يؤدون ركنا من أركان حجهم في موقف مهيب مشهود، تقشعر منه الأبدان، في أجواء تتعالى فيها صيحات الحجيج، بهتافات مدوية، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، يا له من مشهد تسكب فيه العبرات، وترى البركات والنفحات تفوح شذاها في كل مكان، وترى رحمات الله تحوطك من كل جانب.

حتى إنك تكاد من كثرتها وغزارتها لتمسها بيديك وتبصرها بعينيك، ولم لا؟ وما رؤى الشيطان في يوم هو أغيظ من هذا اليوم لما يرى من رحمات الله، وهي تتنزل على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفى الحديث ” ما رُؤي الشيطان يوما هو أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذلك إلا لما يرى من تنزّل الرحمة وتجاوز الله تعالى عن الذنوب العظام ” فيا أيها المسلمون وما زال الخير مستمرا، وما زالت أيام الرحمة والمغفرة متواصلة لم تنقطع بعد، وها نحن اليوم نعيش أجواء يوم النحر، أو الحج الأكبر كما رأى فريق من الصحابة والتابعين، وذلك لكثرة ما يفعله الحاج من أفعال في هذا اليوم، ففيه ترمى الجمرات وفيه ذبح الهدي وفيه الحلق وفيه الطواف، ونحن في هذه الأيام المباركات علينا أن نكثر كذلك من ذكره وشكره تعالى.

وهذه الأيام المباركة ليس الأمر فيها قاصرا على الطاعات والعبادات، بل هي أيضا أيام يبتهج ويفرح فيها المسلمون، كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أيام التشريق ” أيام التشريق أيام أكل وشرب وبعال ” وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل؟ قال “العج والثج” ومعنى العج هو رفع الصوت بالتلبية، ومعني الثج هو نحر البُدن، وأعلموا أيها المسلمون، أننا في هذه الأيام، نتعرض لرحمات الله ومغفرته، وينبغي علينا أن نتخلق بخلق التسامح وكظم الغيظ والعفو عن الناس، فالجزاء دائما من جنس العمل، فكما تسامح الناس، سيسامحك رب الناس، وبعفوك عن الناس، فأنت تعرض نفسك لعفو ومغفرة الله سبحانه وتعالى، فرب العالمين وأكرم الأكرمين هو أكرم من عباده.

كما قال ربنا عز وجل ” وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ” فما أحرانا في هذه الأيام المباركة أن نلتمس لبعض الأعذار، وأن نتجاوز عن زلات وهفوات بعضنا في حق بعض، وأن نصل أرحامنا، وأن تسود أجواء المحبة والمودة بين الجميع، فاللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي في معاشنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر، اللهم ارحمنا وارحم والدينا وأجدادنا وسائر موتانا وموتى المسلمين، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب

العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى