منوعات

أولئك أئمة الكفر والطغيان 

أولئك أئمة الكفر والطغيان 

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أبان الحجة وأوضح السبل وأرسل الرسل، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله إلى كافة الخلق بشيرا ونذيرا، فنصح الأمة وأرشدها وبلغ الرسالة وعلَّمها، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد أيها الإخوة الكرام إن الصلاة كبيرة إلا على الخاشعين، وهي إمتحان يمتحن الله تعالي به عباده، ليعلم من يطيعه ممن يطيع الشيطان، وهي صلة بين العبد وبين ربه، فبشرى للمصلين المخبتين، وويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون، فيا من تركت الجمع والجماعات ويا من تسمع المنادي ينادي كل يوم وليلة خمس مرات، ويا من أنت في هوى وشهوات، ويا من أنت في ضياع وغفلات.

أما آن لك أن تستجيب لداعي الله في قلبك، أما آن لك أن تقلع عن غيك وذنبك، أما آن لك أن تعود إلى ربك، فيا أيها العبد الضعيف، ويا أيها العبد الفقير إلى رحمة ربه، كم تماديت وكم تعاليت على ربك وهو القوي شديد العقاب الذي له ملك السموات والأرض، الغني عن طاعتك، واعلم أن لله تعالي يمهل لك ويمد، فأنقذ نفسك من النار ومن الخزي والبوار، فمن الذي سيجادل عنك في قبرك ويوم أن تحشر وحدك، أتركت الصلاة يائسا من رحمة الله، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، أم تركت الصلاة آمنا من مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، أم هل ضمنت الجنة وأمنت من النار، ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم يقول ” والله ما أدري ما يفعل بي وأنا رسول الله ” ألا فاعلموا أن مقام الصلاة عظيم وقدرها عند الله كبير ولهذا فرضها وشرعها من فوق سبع سماوات.

فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وعموده الذي لا يقوم إلا به، وهي الفارقة بين الإسلام والكفر والفاصلة بين الإيمان والشرك، وقال صلى الله عليه وسلم ” بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ” وقال صلى الله عليه وسلم ” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ” وقال صلى الله عليه وسلم ” خمس صلوات كتبهن الله على العبد في اليوم والليلة ” وعن عبدالله بن عمرو بن العاص، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما، فقال ” من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبي بن خلف ” وإنما خصّ هؤلاء الأربعة لأنهم رؤوس الكفر، فتارك الصلاة إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته أو تجارته، فمن شغله عنها جمع المال.

وكسبه بأي طريق ومن أي مكان وتهاون في أمر الصلاة فهو مع قارون، ومن شغله عنها ملكه وإدارته فهو مع فرعون ومن شغله عنها رياسته ووزارته فهو مع هامان ومن شغله عنها تجارته ومحلاته وعمله من أجل كسب المال وتهاون في أمر الصلاة فالنوم والعمل أفضل من الصلاة عنده فهو مع أُبي بن خلف وكل أولئك أئمة الكفر والطغيان، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ولا تتركوا الصلاة عمدا فمن تركها عمدا متعمدا فقد خرج من الملة ” فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنكم خير أمة أخرجت للناس لأنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتقيمون الصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين، نسأل الله لنا ولكم العون والقوة والرحمة والغفران، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى