منوعات

سراقة بن مالك يلحق بالنبي 

سراقة بن مالك يلحق بالنبي 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله شهدت بوجوده آياته الباهرة ودلت على كرم جوده نعمه الباطنة والظاهرة، وسبحت بحمده الأفلاك الدائرة، والرياح السائرة، والسحب الماطرة، هو الأول فله الخلق والأمر، والأخر فإليه الرجوع يوم الحشر، هو الظاهر فله الحكم والقهر، هو الباطن فله السر والجهر، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، أنشأتني ورحمتني وسترتني أحسن فأنت المحسن المفضال، ما لي سواك وأنت غاية مقصدي والكل أنت وما عداك ضلا، أنست قلبي يا حبيبي والمنى يا من له الأنعام والأفضال، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، إذا سار سار النور معه، وإذا نام فيّح الطيب مضجعه، وإذا تكلم كانت الحكمة مرفعه، هو المختار من البرايا هو الهادي البشير هوالرسول عليه من المهيمن.

كل وقت صلاة دائما فيها القبول، وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد بعد لقد كان هناك تأييد إلهي من الله سبحانه وتعالي لنبيه المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم في الهجرة النبوية المشرفة ويظهر هذا التأييد الإلهي في أكثر من موقف في الهجرة، ومن مشاهد ذلك التأييد الرباني، والحفظ الإلهي قد تجلى واضحا، في خبر سراقة بن مالك وهو يلحق بالنبي عليه الصلاة والسلام وصاحبه وهو طامع في المائة ناقة التي رصدتها قريش لمن يأتي بالنبي المصطفي صلى الله عليه وسلم حيا أو ميتا، فحينما إقترب منهما، ورآه أبو بكر وقع في نفسه الخوف والحزن، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، لندع الصديق يقص علينا طرفا من خبره ذاك، يقول أبو بكر رضي الله عنه.

كما في صحيح مسلم ” واتبعنا سراقة بن مالك قال ونحن في جلد من الأرض أي أرض صلبة، فقلت يا رسول الله أُتينا، فقال لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإرتطمت فرسه إلى بطنها، فقال إني قد علمت أنكما قد دعوتما على فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا الله فنجا، فرجع لا يلقى أحدا إلا قال قد كفيتكم ما ههنا فلا يلقى أحدا إلا رده قال ووفى لنا” وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم كتاب أمان، ثم تبسم عليه الصلاة والسلام تبسم الواثق من نصر الله له، وقال يا سراقة كيف بك إذا طوقت بسواري كسرى؟ قال كسري ابن هرمز ملك الفرس قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم، يتعجب سراقة من حال النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم وهو المطارد هو وصاحبه يبن الجبال يعد بكنوز كسري ملك الفرس وكأن النبي صلى الله عليه وسلم.

ينظر نظرة أمل إلى المستقبل الكبير للإسلام الذي يعم الدنيا كلها، وفعلا تم الفتح للمسلمين في خلافة أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأخذ سراقة سواري كسري من أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه الكريم كما جاء في سورة الطور ” واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ” وفي هذا المعلم من معالم هجرته صلى الله عليه وسلم، يقترن المادي بالغيبي، ويتزاوج الإعداد البشري بالتأييد الإلهي، وفي ذلك عبرة ودرس للمسلمين من بعد، بأنهم مكلفون بأن يتخذوا من الأسباب ما يستطيعونه ويقدرون عليه، دون تقصير أو تكاسل، أما الركون إلى ما عند الله من أسباب النصرة الغيبية، دون إتعاب النفوس.

وإنفاق الأموال في نصرة الدين، فهو من إفرازات التفكير الخوارقي، الذي لا يقدم ولا يؤخر ولا يسمن ولا يغني، وخلاصة القول أن الأخذ بالأسباب والتخطيط فرض وترك الأسباب معصية، والإعتماد على الأسباب شرك، فاللهم إنا نسألك أن توفقنا للأخذ بالأسباب ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك فنضل ضلالا مبينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى