محمد عبدي ورسولي سميته المتوكل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين أذن أن ترفع بيوته وأشهد أن لا إله إلا الله القائل “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله حث على إبعاد بيوت الله عن غير ما بنيت له، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال في صفة رسول الله في التوراة ” محمد عبدي ورسولي سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله وأفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا” وأرحم الخلق وأرأفهم بهم وأعظم الخلق نفعا لهم في دينهم ودنياهم وأفصح خلق الله وأحسنهم تعبيرا عن المعاني الكثيرة.
بالألفاظ الوجيزة الدالة على المراد وأصبرهم في مواطن الصبر وأصدقهم في مواطن اللقاء وأوفاهم بالعهد والذمة وأعظمهم مكافأة على الجميل بأضعافه وأشدهم تواضعا وأعظمهم إيثارا على نفسه وأشد الخلق ذبا عن أصحابه وحماية لهم ودفاعا عنهم وأقوم الخلق بما يأمر به وأتركهم لما ينهى عنه وأوصل الخلق لرحمه فهو أحق بقول القائل “برد على الأدنى ومرحمة وعلى الأعادي مارن جلد” واعلموا يرحمكم الله إن النفوس مجبولة على حب كل جميل وقد كان رسول الله المصطفي صلى الله عليه وسلم أجمل الناس خلقا ولذا فقد أحبه الناس حبا عظيما، فقد جمع بين جمال الخلقة والخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، فتأمل أخي المبارك في وصف أصحابه له صلى الله عليه وسلم، فروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه مسلم ومعنى أزهر اللون هو الأبيض المستنير وهو أحسن الألوان، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال ما رأيت أحدا أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمته تضرب منكبيه” رواه النسائي، وعن كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن تبوك قال فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر إستنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه” رواه البخاري، وعن أبي جحيفة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين.
والعصر ركعتين وبين يديه عنزة، وزاد فيه عون عن أبيه عن أبي جحيفة قال كان يمر من ورائها المرأة وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم قال فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك” رواه البخاري، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير” رواه البخاري، وعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ” لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير شئن الكفين والقدمين ضخم الرأس ضخم الكراديس طويل المسربة إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما انحط من صبب لم أري قبله ولا بعده مثله ” رواه الترمذي.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما رأيت أحدا أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أضوأ وأوضأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه الدارمي، فإن نبيا بهذه الصفة وهذه المثابة حق له أن يُحب وأن تتعلق به القلوب وتحن إليه الأفئدة وتحلم برؤيته وتجعل هدفها الأعظم الورود على حوضه وعبور الص
راط بمعيته.