منوعات

صفات المربي القائم بعملية التربية

صفات المربي القائم بعملية التربية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، وهي تقوم على عدة عناصر هي المربي والمتربى والمنهج، وحتى تؤتي التربية ثمارها لا بد من توافر صفات في القائم بعملية التربية، وإلا لن يرى أثرا لجهده وعمله، فغالبا ينشأ الولد على غرار أبيه، فلا بد أن يشعر كلا الأبوين أنهما مسئولان عن أطفالهما، وهما محاسبان على التقصير في تربيتهما، وعن هذه المسئولية يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته “

وقد أمرنا الله تعالي أن نحمي أنفسنا وأبنائنا من النار يوم القيامة، فقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ” واعلموا أن صفات المربي هي عامل أساسي في عملية التربية لإحداث التأثر، فالكلام الذي لا يتبعه عمل كالروح بلا جسد، ولا بد لهذه الصفات من توافرها في الأبوين وكذلك القائمين بأعمال التربية، ومن هذه الصفات هو الحلم والأناة والبعد عن الغضب، ولنا في النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة، ولقد خدم الصحابي الجليل أنس بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعله لما فعلته، ولا لشيء تركه لما تركته، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حليما في تعليم الأطفال، ولا بد للقائم على عملية التربية البعد عن الغضب لما له من آثار سلبية على نفسية الطفل.

وهذه من وصية النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم عندما سأله رجل أن يوصه، فقال له “لا تغضب” وكرر عليه ذلك مرارا، وكما أن من صفات المربي هو الرفق واللين، وهاتان الصفتان أساسيتان في عملية التربية، فالطفل الصغير يحتاج إلى الرفق أكثر من الشدة، وكما أن من صفات المربي هو الرحمة، وهي من أهم الأسس التي تقوم عليها عملية التربية، فالرحمة من أسس النشأة القويمة والنمو النفسي والإجتماعي لدى الأطفال، وبإفتقادهم لهذه الصفة تحدث فجوة كبيرة بين الأطفال والمجتمع الذي فيه يعيشون، ولن يكون لهم طريق إلا الإنحراف والعنف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك فكان رحيما بالأطفال، وإنتقد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي قال له إن لي عشرة من الأبناء ما قبلت واحدا منهم.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم له ” وما أملك وقد نزع الله الرحمة من قلبك ” وكما أن من صفات المربي هو الإعتدال والوسطية، حيث أن من صفات المربي الناجح هو الإعتدال والوسطية، فالغلو والتشديد ليس له مكان في ديننا، وغالبا ما ينفر الأولاد من طابع المربي الذي يجنح إلى الشدة والغلظة، وكما أن من صفات المربي هو القصد في الكلام، وقد كان النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا يمل من كلامه أحد يتخول أصحابه بالموعظة مخافة الملل، وليس المقصود من عملية التربية الكلام إنما الهدف هو الفعل، وكما أن من صفات المربي هو القدوة الحسنة، والقدوة الحسنة لها دور كبير في تنشئة الأولاد، فغالبا ما يجنح الأولاد إلى التقليد، فالقدوة هنا لها دور كبير في عملية التنشئة.

وقد إمتدح الله عز وجل الأبوين الصالحين وحفظ المال لأبنائهما بصلاحهما كما جاء ذلك في سورة الكهف، وهذا طرف من صفات المربي الناجح لتؤتي عملية التربية ثمارها، ولا نكون كالذي يحر

ث في الماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى