منوعات

سوريا بعد سقوط الأسد: حكاية الانهيار والهروب والمستقبل المجهول

سوريا بعد سقوط الأسد: حكاية الانهيار والهروب والمستقبل المجهول

بقلم : حماده عبد الجليل خشبه

شهدت سوريا خلال العقدين الماضيين واحدة من أكثر الفصول دموية وتعقيدًا في تاريخها الحديث. بدأت القصة في عام 2011، عندما اندلعت احتجاجات سلمية تطالب بالحرية والكرامة والإصلاح السياسي. ومع قمع النظام السوري لهذه المظاهرات بوحشية، تحولت المطالب إلى ثورة شاملة ضد حكم بشار الأسد الذي اعتبره الكثيرون رمزًا للاستبداد والفساد.

مع تصاعد الثورة السورية وتحولها إلى صراع مسلح، تكشفت ممارسات النظام القمعية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية، والحصار، والاعتقالات التعسفية. لكن ما سرّع سقوط الأسد كان التدخلات الدولية والإقليمية. فبعد سنوات من الدعم الروسي والإيراني لنظامه، انهارت خطوطه الدفاعية مع انشقاق عدد كبير من قادة الجيش، وتراجع الحلفاء عن تقديم المزيد من الدعم المالي والعسكري.

بحلول منتصف عام 2024، فقد النظام السيطرة على دمشق، العاصمة التي كانت تُعتبر معقلًا استراتيجيًا. ومع تكثيف الضغوط من المعارضة المسلحة والقوى الدولية، أعلن الأسد هروبه المفاجئ من قصره في إحدى الليالي، تاركًا خلفه بلدًا مزقه الحرب.

كثرت الشائعات حول الوجهة التي اتخذها الأسد بعد سقوطه. بعض التقارير أفادت بأنه لجأ إلى روسيا، حليفه الرئيسي، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أنه حاول الوصول إلى إيران. ومع ذلك، ظلت تفاصيل هروبه غامضة، حيث لم يظهر في العلن منذ ذلك الحين.

رحيل الأسد لم يكن نهاية المعاناة. سوريا دخلت مرحلة جديدة من الفوضى، مع تنازع القوى المختلفة على السيطرة. المعارضة المسلحة لم تستطع توحيد صفوفها، وظهرت خلافات بين القوى المدعومة دوليًا والتنظيمات المحلية.

في الوقت نفسه، بدأت الدول الكبرى التفاوض حول مستقبل سوريا، مع الدعوات لإجراء انتخابات ديمقراطية وإعادة بناء البلاد. الشعب السوري، الذي عانى لسنوات من الحرب والتشريد، ينظر بحذر إلى المستقبل، متسائلًا عما إذا كان بإمكانه أخيرًا تحقيق السلام والكرامة.

سقوط بشار الأسد كان نتيجة طبيعية لسنوات من الظلم والاستبداد، لكنه لم يأتِ بحل فوري لأزمات سوريا. البلاد تواجه تحديات ضخمة في إعادة الإعمار وبناء مؤسسات قوية تحقق تطلعات الشعب. السؤال الذي يظل قائمًا: هل ستتعلم سوريا من ماضيها لتبني مستقبلًا أفضل، أم ستبقى عالقة في دوامة الصراعات؟

الدور المصري في سوريا كان وما زال داعمًا لحل شامل ومستدام. رؤية مصر قائمة على رفض التقسيم، وتعزيز المصالحة الوطنية، والتأكيد على أن استقرار سوريا هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصرى والعربي. ومع سقوط الأسد، تبدو مصر مستعدة للقيام بدور قيادي في إعادة ترتيب المشهد السوري بما يخدم مصلحة الشعب السوري والأمة العربية ككل.

ندعوا جميعا لمصرنا الحبيبه فإنها الزراع الآمن للأمة العربية

حفظ الله مصر وشعبها وقائدها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى