رمضان عرفة يكتب.. بناء الانسان فى قناة ماسبيرو زمان
فى 2 يونيه 2016 اعلنت المرحومة صفاء حجازى رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون ( الهيئة الوطنية للاعلام حاليا ) عن انطلاق قناة ماسبيرو زمان وكان شعار القناة “من فات ماسبيرو تاه” وتبث فضائياً وأرضياً ويذاع عليها تراث ماسبيرو من برامج ومباريات وسهرات وأغانى ودراما متنوعة.
انا شخصيا اتابع قناة ماسبيرو زمان منذ انطلاقها وزادت ساعات المتابعة طوال شهر رمضان الجارى، وبصراحة شديدة جدا، فان القناة تفوق الكثير من القنوات – التى انفقنا عليها ملايين الجنيهات من جيوب المواطنين -، فهى أمتع القنوات التى تجمع تراث التليفزيون المصرى فى عصره الذهبى .. وتقدم هذه القناة حوارات وأحاديث مع رموز الفكر والسياسة والرياضة والثقافة المصرية وأبرز القامات الوطنية فى جميع المجالات من خلال نخبة من أفضل المذيعين، مثل: طارق حبيب، حمدى قنديل، ليلى رستم، سلوى حجازى ، سامية صادق، أحمد سمير، وسهير شلبى، وهناك عشرات البرامج والحوارات التى تعتبر من عطايا الزمن الجميل ( زمن الريادة الاعلامية )،.. الى جانب ذلك تضم قناة “ماسبيرو زمان ” كنوزًا من القضايا التى يمكن أن تفيد المشاهد وتثرى الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى محقا عندما دعا صناع الدراما، إلى تقديم «دراما إيجابية» باعتبارها عنصراً فعالاً في تشكيل الوعي المجتمعي وتقديم رسائل بناءة تدعم تطور الوطن، مشيرا الى ضرورة إسهام الأعمال الدرامية والإعلام في تعزيز الأخلاق والقيم المصرية الأصيلة، وذلك خلال مشاركته في حفل الإفطار السنوي للقوات المسلحة، الاسبوع الماضى.
للاسف الشديد تشهد الدراما الرمضانية هذا العام مجموعة من الأعمال التي تتضمن مشاهد عنف وتحريض وانتقام بجانب احتوائها على ألفاظ وإيحاءات غير مناسبة للعرض في رمضان، فيما لم تواجه أي منها مشكلات مع الرقابة.
التليفزيون المصري قدم لنا عبر تاريخه كل الأشكال البرامجية، وكان له براءة الاختراع لكثير من المنتجات مثل الفوازير، وبرامج عالم الحيوان، وبرامج المرأة، والنشرات الإخبارية، وبرامج المقالب الكوميدية، غيرها، فمازالت برامج الفضائيات تنهل من المصدر، وهو التليفزيون المصري أفكارا لبرامج وتطورها.
ماسبيرو هو أصل التليفزيونات في الشرق الأوسط وصاحب الريادة الاولي، ويمتلك مكتبة عظيمة وضخمة من التراث الاعلامى، تعرض منها حاليا قناة ماسبيرو زمان الكثير من البرامج والمسلسلات والسهرات، تحتاج فقط لدعاية جيدة حتي يشاهدها الجيل الحالي واقترح إعادة انتاجها بما يلائم جمهور السوشيال ميديا.
بقي أن أشير إلى أن أزمة الاعلام والدراما المصرية ستظل موضع نقاش نخبوي، والامانة تقتضى ان اقدم نصيحة لصناع الاعلام والدراما فى مصر، ربما تكون عونا لمن يريد استعادة القوة الناعمة لمصر من خلال اعلام يلامس عقول الناس وقلوبهم .
النصيحة الاولى: ان زمن الاعلام التعبوى انتهى بلا رجعة فى ظل الثورة التكنولوجية والاعلام الرقمى والسوشيال ميديا، وصناع القرار عليهم الخروج من هذا النفق المظلم باسرع مايمكن، لان الريادة فى التنوع.
النصيحة الثانية: فتح المجال العام ودعم حرية الابداع والفكر امام صناع الاعلام والدراما الحقيقيين وليس للمنافقين الباحثين عن مصالح شخصية ضيقة، مع ضرورة التوقف الفورى عن سياسة الاقصاء التى تناولت رموزا كثيرة.
النصيحة الثالثة: التطوير الحقيقى لماسبيرو وتقديم كافة اوجه الدعم للارتقاء بمستوى ومنظومة العمل داخل التلفزيون والاذاعة المصرية