ذهب الذاكرون لله بالخير كله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا، وله الحمد على ما ربانا فيه على موائد البر والكرم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أدبه وأحسن خلقه، وأثنى عليه سبحانه بقوله ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه من الذي صلحت قلوبهم وأنفسهم، وحسنت أخلاقهم وكانوا من الفائزين بإحسان إلى يوم الدين، وبعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن فضائل الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وإن من الأعمال الصالحه التي يستحب الإكثار منها في أيام العشر هي الذكر وهو أحب الكلام إلى الله تعالى، وهو سبب النجاة في الدنيا والآخرة، وهو سبب الفلاح، به يذكر العبد عند الله تعالي، ويصلي الله وملائكته على الذاكر، حيث قال يحيي بن معاذ.
” يا غفول يا جهول لو سمعت صرير الأقلام وهي تكتب أسمك عند ذكرك لمولاك، لمت شوقا إلا مولاك” وقال أبو بكر رضي الله عنه ” ذهب الذاكرون لله بالخير كله ” وقال ابن القيم ” الذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم” وهو أقوى سلاح، وهو خير الأعمال وأزكاها وأرفعها في الدرجات، وخير من النفقة، به يضاعف الله الأجر، ويغفر الوزر، ويثقل الميزان، حيث يقول الله تعالى ” ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام ” وروى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد” وكان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما إذا دخلت عشر ذي الحجة.
يخرجان إلى السوق يكبران فيكبّر الناس بتكبيرهما” رواه البخاري، والتكبير عند أهل العلم مطلق ومقيد، فالمطلق يكون في جميع الأوقات في الليل والنهار من مدة العشر، والمقيد هو الذي يكون في أدبار الصلوات فرضها ونفلها على الصحيح، من صبح يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق الثالث عشر، وأما للحاج فيبدأ التكبير المقيد عقب صلاة الظهر من يوم النحر، وصح عن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما صيغة ” الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، ومن الذكر هو الإستغفار، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر من الاستغفار” رواه البيهقي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من إستغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة”
وكما أن من الأعمال الصالحه التي يستحب الإكثار منها في أيام العشر هي الصدقة وإغاثة الملهوف وإطعام الجائع وتفريج المؤمن وإدخال السرور على نفسه وطرد الهم عنه مما يحبه الله تعالى، فبالصدقة ينال الإنسان البر ويضاعف له الأجر ويظله الله في ظله يوم القيامة، ويفتح بها أبواب الخير ويغلق بها أبواب الشر، ويفتح فيها باب من أبواب الجنة، ويحبه الله ويحبه الخلق، ويكون بها رحيما رفيقا، ويزكي ماله ونفسه، ويغفر ذنبه، ويتحرر من عبودية الدرهم والدينار، ويحفظه الله في نفسه وماله وولده ودنياه وآخرته، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إلى الله أي الأعمال أحب إلى الله فقال “أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربه أو تقضى عنه دينا أو أتطرد عنه جوعا ” رواه الطبراني.
وتصدق ثم أبشر بالمضاعفة اللامحدودة لثوابك، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة فتربوا في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ” رواه البخاري ومسلم، وإن هناك القصص متواترة عن أقوام إبتلاهم بأمراض فطافوا المستشفيات فما إستطاع الأطباء علاجهم فتصدقوا فشفاهم الشافي، القائل ” الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت ف
هو يشفين “
زر الذهاب إلى الأعلى