منوعات

المؤمن يدور مع الحق حيث دار 

المؤمن يدور مع الحق حيث دار 

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي نزّل على عبده الفرقان ليكون للعالمين نذيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إنه كان بعباده خبيرا بصيرا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فاللهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن الإسلام المقبول عند الله سبحانه وتعالى ليس شكلا ومظهرا فقط بل هو المتضمن الإيمان الباطن مع التسليم الظاهر، فهو الاستسلام لله تعالي بالتوحيد والإنقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله، فالمسلم الحقيقي مستسلم لربه تعالى، حيث قال الإمام الزهري رحمه الله “من الله الرسالة وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التسليم” فالمؤمن يدور مع الحق حيث دار ويعرف الرجال بالحق.

وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع وإنما الحجة النص والإجماع ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة لشرعية لا بأقوال بعض العلماء، فإن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية لا يحتج بها على الأدلة الشرعية ومن تربّى على مذهب قد تعوّده واعتقد ما فيه وهو يحسن الأدلة الشرعية وتنازع العلماء لا يفرق بين ما جاء عن الرسول وتلقته الأمة بالقبول يجب الإيمان به وبين ما قاله بعض العلماء ويتعسر أو يتعذر إقامة الحجة عليه ومن كان لا يفرق بين هذا وهذا لم يحسن أن يتكلم في العلم بكلام العلماء، والمؤمن المتّبع لا يتردد في قبول كل ما صح من الوحي ولا يرد ذلك إلى أوهام العقل أو خيالات النفس، وأن الرسل تخبر بمحارات العقول ولا تخبر بمحالات العقول، وكتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى الناس ” إنه لا رأي لأحد مع سنّة سنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم”

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ وفي رواية خير فقال “أنا والذين معي، ثم الذين على الأثر، ثم الذين على الأثر” رواه أحمد، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى الساعة قال “وماذا أعددت لها” قال ما أعددت لها كثير عمل إلا أنني أحب الله ورسوله قال النبي صلى الله عليه وسلم “المرء مع من أحب” فيقول أنس رضي الله عنه فما فرحنا بشيء كفرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم “المرء مع من أحب” قال وأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو الله تعالي أن أحشر معهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم، فإن برهان الحب هو صدق الإتباع وحسن الائتساء، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

خطا ثم قال “هذا سبيل الله” ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال “هذه سُبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه” ثم قرأ قول الله تعالي “وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون” رواه أحمد، وإن أهل السنة هم المتمسكون بكتاب الله تعالي وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان” فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة” وعلى المؤمن التحلي بالتؤدة والأناة والإلتفاف حول أهل العلم عند التباس الأمور وإختلاط الأفهام وعدم المشاركة في أمر ليس معه من الله فيه برهان، فعن ابن مسعود رضي الله عنه “إنها ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتؤدة، فإن الرجل يكون تابعا في الخير، خير من أن يكون رأسا في الشر”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى