الفارقة بين الإسلام والكفر والشرك
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وتعالي وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد لقد اقترب شهر رمضان المبارك فهنيئا لكم هذا الشهر الذي تضوعت بالأرج لياليه، وتوهجت بالعبير نواحيه، هنيئا لكم هذا الزائر الميمون، والضيف المعظم المصون، هنيئا لكم هذا المتجر الربيح، والموسم الفسيح، والوجه الصبيح، هنيئا لكم أن أمكنكم من التجارة الرابحة من أوسع لكم مواسمها، ويسّر لكم الأعمال الصالحة، من بيّن لكم معالمها، ورغبكم في الخيرات.
من وفر مغانمها، ودعاكم إلى رفيع الدرجات، من منحكم كرائمها، فيا أيها المسلمون كم هم الذين يتهاونون بصلاة الجمعة فلا يصلونها ظنا منهم بعدم وجوبها وتكاسلا عن إتيانها بسبب السهر والنوم الطويل والله تعالى يقول ” يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ” رواه مسلم، وكما قال صلى الله عليه وسلم ” من ترك ثلاث جُمع تهاونا طبع الله على قلبه ” رواه أحمد، وكما قال صلى الله عليه وسلم ” لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم ” رواه مسلم، فالله الله أيها المسلمون بالمحافظة على الصلاة والإهتمام بها.
فهي الفارقة بين الإسلام والكفر والشرك فقال الإمام ابن حزم جاء عن عمر بن الخطاب وعبدالرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ” أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد ” فنعوذ بالله من الحور بعد الكور أي من النقصان بعد الزيادة، وهذه رسالة أبعثها لكل من يتصدق في سبيل الله تعالي ولكل من يصوم النهار ولكل بار بوالديه ولكل رحيم بالمساكين ولكل من يحسن إلى الجار ولكل من يفعل الخير ويعين المسلمين على نوائب الدهر وهو تارك للصلاة، أبعث له هذه الرسالة مقدما له أحر التعازي في ضياع تلك الأعمال هباء منثورا، وذهابها سرابا بقيعة فلا تنفعه أعمال الخير كلها ما كان مضيعا للصلاة مفرطا فيها فإن سألت عن مصيرها في الدنيا فيقول الله تعالى.
” ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ” فيا تارك الصلاة هذا هو مصير أعمالك في الدنيا، وأما في الآخرة فيجيبك ربك سبحانه وتعالى بقوله ” وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ” فيا تاركا للصلاة أين أنت عن جموع المصلين من المسلمين وأين جبهتك من جباه الراكعين الساجدين وأين قلبك من قلوب الخائفين من ربهم والوجلين، أما تستحي أن يطيع الله حيوان وجماد لا عقل له، وتعصيه أنت بما كرمك الله من العقل، أتسجد الحجارة والشجر والدواب لله تعالى، وترفض ذلك أنت، ألم تسمع قول الله تعالى ” ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب”
زر الذهاب إلى الأعلى