حوادث

حريق نادي المعلمين بالإسكندرية… النار تكشف الإهمال والمسؤولية على الجميع

حريق نادي المعلمين بالإسكندرية… النار تكشف الإهمال والمسؤولية على الجميع

بقلم : على فتحى 

 

الحريق الأخير الذي اندلع في نادي المعلمين بمنطقة سيدي جابر بالإسكندرية لم يكن مجرد حادث عابر بل هو ناقوس خطر يجب أن نتوقف عنده كثيرًا ليس لأنه الحريق الأول الذي يضرب النادي أو المنطقة المحيطة بل لأنه يعكس خللًا متكررًا في إجراءات السلامة والوقاية يجعلنا نتساءل متى سنتعلم ؟ ومتى ستنتهي هذه الحوادث التي تهدد أرواحنا وأماكننا العامة؟

إن النادي ليس مكانًا للترفيه فقط بل هو رمز يجمع المعلمين ويعبر عن قيمتهم وبالتالي فإن تكرار هذه الحرائق يُعد إهانة لكل معلم ولكل شخص يرتبط بهذا المكان ، كما أن تكرار مثل هذه الحوادث يضعنا أمام مسؤولية كبيرة سواء كمعلمين أو كصحفيين أو كأفراد في هذا المجتمع فمن غير المقبول أن نستمر في قبول الأعذار والاكتفاء بتصريحات مثل تمت السيطرة على الحريق أو لا خسائر في الأرواح.

 

 

دورنا كمعلمين لا يقتصر على استخدام النادي بل يتجاوز ذلك إلى مراقبة كيفية إدارته ومحاسبة المسؤولين عن أي إهمال قد يؤدي إلى كوارث نحن بحاجة إلى تشكيل لجان من داخل النقابة تعمل على متابعة السلامة والصيانة الدورية والمطالبة بوجود خطط طوارئ واضحة في النادي أما كصحفيين فواجبنا هو تسليط الضوء على هذه القضايا بجرأة وتقديم تقارير تستقصي الخلل وتكشف مواطن الإهمال لنضعها أمام الرأي العام والجهات المسؤولة.

لكن الأمر لا يتوقف على التحليل والنقد فقط بل علينا أن نأخذ خطوة نحو الحل وتجارب الدول الأوروبية تقدم لنا أمثلة يمكن أن نتعلم منها ففي ألمانيا على سبيل المثال يتم إلزام المنشآت العامة بتركيب أنظمة إطفاء ذاتية تعمل بمجرد اندلاع الحريق كما يتم إنشاء ممرات إخلاء واضحة ومجهزة بمصابيح طوارئ تضيء تلقائيًا عند حدوث مشكلة أما في السويد فإن هناك تعاونًا وثيقًا بين إدارات المباني وخدمات الحماية المدنية لضمان تدريب العاملين والزوار على التعامل مع حالات الطوارئ.

في الإسكندرية نحن نملك ميزة لا تتوفر في أماكن أخرى وهي قرب النادي من البحر وجود هذه الكمية الهائلة من المياه بجوار النادي يمكن أن يُستغل بشكل كبير لتأمين المكان لماذا لا يتم تركيب أنظمة ضخ مياه مباشرة من البحر لاستخدامها في حالة اندلاع حريق بدلًا من الاعتماد فقط على سيارات الإطفاء التي قد تتأخر أحيانًا يمكن للحماية المدنية أن تستفيد من هذه الفكرة التي طبقتها بعض الدول الساحلية في أوروبا مثل هولندا حيث يتم بناء أنظمة مائية تعتمد على ضخ المياه من البحر لإخماد الحرائق في المناطق القريبة من السواحل.

كما يمكننا التفكير في حلول مبتكرة مثل بناء خزانات مياه ضخمة بالقرب من النادي متصلة بأنظمة رش أوتوماتيكية تعمل عند الحاجة دون تدخل بشري هذه الأنظمة مستخدمة بالفعل في بريطانيا ضمن المباني ذات الكثافة العالية والزحام الكبير وتُعد فعالة في تقليل الخسائر بشكل كبير.

وفي النهاية الحريق الأخير يجب أن يكون نقطة تحول في كيفية تعاملنا مع السلامة العامة لا يكفي أن نلقي اللوم على القدر أو نكتفي بالحلول المؤقتة علينا أن نبني نظامًا يضمن حماية حقيقية لنوادينا ومجتمعاتنا دورنا جميعًا معلمين وصحفيين ومسؤولين هو أن نحول هذه المأساة إلى فرصة للإصلاح فالأمان ليس رفاهية بل حق لكل فرد في هذا المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى